أحلام الشباب تُهدم بكابوس الاحباط
08 أغسطس 2019
0
85338

يُواجه الإنسان في حياته الكثير من الأفكار و التي تتمثل في عقبات و معوقات تجعل البعض ضحايا لها ، فتجعلهم يتخذون خطوةً إلى الوراء لتُعيدهم إلى حيث ما بدؤوا ،فالحياة رحلة أعمق من أن نحكم عليها بسطحيتنا الغير مبرر لها ، فلا أعلم ماهية الناس الذين يحكمون على مستقبلنا على الرغم من عدم علمهم بما يخبئه الزمن لنا و الذي مُحال أن يعلموا ثانيةً منه ، فوالله لو وضعو ألف تخمين وجلبوا كل الخبراء ، قدرة الله تظل قائمةً فوق كل شيء فلا عزاء للمحبطين الذين إن تكابلوا حولك و جزعنَ لك بالإحباط و أخبروك على سبيل المثال : بأنك لن تستطيع أن تعمل في المجال المُعَيّن ، ولن تستطيع أن تبني تجارتك ، أو لن تستطيع تكوين أسرة ، أو لن تتوفر لك القدرة المادية للزواج أن تقف مستسلمًا عاجزًا لأقواليهم . لا أعلم كيف ترسخت تلك الأفكار في أدمغتهم ! لينشروها لذويهم و من هم من حولهم فيظنون بأنها مُجرد أفكار واهمة عابرة و لكن قد تكون مصيرًا مؤثرًا لـ أحلام البعض ، فدع الحالمين يحلمون بعيدًا عن فكرك الذي تناسى بأن الخالق هو مُدبر الأرزاق ، فحمدًا لله بأن الرزق بيده و ليس بأيديهم .
‏اسوأ ما يفعله البشر أن يجلبو طفلاً بريئًا من سموم الحياة و شرورها ثم يُترك لسموم الحياة لتعلمه مآسيها ، فأقسى مافي الأمر أن تجد مصدر الإحباط يأتي من والديه اللذان جلباه للحياة ليخبراه بأنها قاسية بدلاً من أن يدعماه و يشجعاه لا أنظر هُنا إلى وضع الوالدين المادي ، بل أنظر إلى مصدر دعمهما ، فكثيرًا من الآباء لديهم كنوز الدنيا و لكن تجدهُ مصدر إحباط و تثبيط لأبناءه فيخبرهم بأنهم لن يستطيعوا أن يخوضوا في هذا المجال ، ولا يستطيعوا الوصول إلى ما وصل إليه وقس على ذلك . وفي بعض الأحيان يأتي التثبيط و الإحباط من ذات الشخص وذلك بناءً على تراكمات ترسخت لديه من مجتمعه ، فمثلاً إن أتت لديه فرصة للعمل في الخارج يرفضها خشيةً بأن يترك أهله ، و الذين في بعض الأحيان في أمس الحاجة لمن يعولهم و إن كان خارج البلاد .
‏أُجزم في بعض الأحيان بأن كُلَ فردٍ منا لديه فرص كثيرة وقسم الله له من الرزق الكثير الوفير في إحدى بقاع الأرض تقع حيثما تقع ووجدها مَتى سعى ، ولكن عقلنا الباطني تراكمت عليه تلك الأفكار لتُثبطنا و تزيد من إحباطنا ، فعلى سبيل المثال من تلك الأفكار ؛ الخوف من مفارقة الأهل و الأصدقاء ورفض التعايش مع مجتمع آخر ، فمثل تلك الأفكار مصدر لسد الكثير من الفرص ، فلو عَلِم الفرد مايخبئهُ الله لهُ في ذلك المكان من رزقٍ وفير لذهب من غير تفكير .
‏هيَ فُرص إما أن تسعى لها اليوم أو سيأتي الغد لتجد غيرك يسعى لها فلا تجعل للإحباط مدخلاً لك كالفيروس المعد ، يُصيبك فتُصيب غيرك فيضعكُما في مقتل و يسيطر عليكما تحمل ضروف الحياة القاسية و ضغوطاتها ، سيطر على ذاتك وقم بتوجيهها التوجيه السليم ودعهم يقولون ما يقولون ! فأنت سَوف تترك أحاديثهم و ستعتني بذاتك لتصل إلى أقصى مراحل الإيجابية . فبذلك لا تدع للإحباط مدخلاً لك ، فلا تجعل للإحباط و المحبطين استدامة في عالمك وتخلى عن كل مالهُ علاقةً بذلك المصطلح على الفور . ومما سبق قوله بأن الاحباط قد يكون وليداً بينك اليوم فقد يكون مصدرهُ من أقرب الناس إليك ، فأرجو من الآباء أن لايجلبو الاحباط لأبناءهم وأن يغرسوا كل ماهو إيجابي في نفوس أبناءهم فينشئوهم على العزيمة والإصرار فبذلك لا يتأثرو بالمحبطين وأقاويلهم ، فلكي تجعل طفلك حالماً اصنعه اليوم فيكون ممانعاً لكُل فكرٍ سلبي ؛ ادعمه وشجعه وارفع مستوى الثقة بنفسه حتى لا يأتي اليوم الذي يحدد مصيره مُحبطاً قرّر نشر الاحباط وكُلّ ماهو سلبي ليؤثر على ضعاف النفوس ويسيطر على استقلاليتهم وعزيمتهم وإرادتهم المدفونة. أوجه آخر قولي لكُل شخصٍ سلبي ؛ نحن لا نحتاج أن تعوم السلبية الأجواء فهناك من يكابد الحياة ليرى ابتسامة أبناءه وزوجته في نهاية اليوم فلا يطيق أن تزيد عليه الحياة سلبيةً من أقاويلك فدعها تقف مرجواً فلا نفع في تلك الأقاويل بل كُلها ضرار ؛ وما أرجوه من المجتمع دعم الشباب وأفكارهم وأحلامهم فهم صناع التغيير والتقدم وتحفيزهم بكُل السبل والأدوات وعدم التقليل من امكانياتهم وترسيخ الثقة في أنفسهم بتحفيزهم وتشجيعهم .

 

أيمن عبدالله رويشد


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com