فَاَلِقُ الحب والنوى، مُجْرِي السحاب، هازم الأحزاب.
ندعوه و نلجأ إليه بدون باب، شَقَّ الماء من الصخر، و رزق الطير والحوت في البحر. نعبده و نشكره على النعم.
نُثَاَب فننساه.. ثم تَحَّلُ علينا المِحَنْ فنذكره عندما يقع ما نخاف عقباه. لنا إلهٌ عظيمٌ كريمٌ، إن لَزِمْتْ إستغفاره وتقواه آتاك رزقك من حيث لا تدري!! فإن كان في السماء أنزله، وإن كان في الأرض أخرجه، وإن كان بعيداً يقربه، وإن كان قريباً بارك له فيه. سريع الحساب، شديد العقاب.. فلا تخشى فاقةً من مختالٍ في الأرض مُتَجَبِّر، ولك رب يدبر النمل من تحت الصخر…!
قدرك في السماء مكتوب ورزقك مقسوم في لوحٍ محفوظ، يفتح للرزق ألف باب. ومن ظن أن رزقه في يد البشر، فليتفكر كيف يأكل العصفور تحت ظل النسر..! يخيم عليك ليلٌ كحيلٌ بهمومه ينجلي بصبحٍ بعده، وأنت لا تدري إن كنت ستحيا لترى شمس يوم بعده أم تموت فلا يشرق عليك فجر. و بين ليلةٍ وضحاها و طرفة عينٍ والتفاتها، يبدل الله من حالٍ إلى حال، فالزم إستغفارك لعله يُحْدِثْ بعد ذلك أمراً.. وإساله من واسع فضله، وقم له في ساعات السحر.. فكم من بدنٍ معافا وافته المنية بدون علةٍ.. وكم من طريحٍ للمرض عَمَّرَ فعاش حيناً من الدهر.
كن معه ولا تبالي، تنال محبته، فمن لم ينل محبته حرم من كل شيء، ومن أحبه الله أنزل عليه السكينة و طمأنينة النفس، ورزقه محبة خلقه، ومن أحبه الخلق رزق برأس مال لا يقدر بثمن.. كن مع الله يؤتيك الحكمة، ومن يؤته الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً. فالحكيم يسعد بدخله ولو كان محدود ويرى الخير في القليل من الرزق، أما من حرم منها فيشقى بدخله الوفير ويجعل من أصدقائه أعداء له.
يقول الله تعالى:
” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر”
ذِكْرُكَ لله في الصلاة من آداء واجب العبودية عليك.. ولكن الله يَذْكُرُك من ذكرك له فيلهمك الرضا وهذا أعظم.
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
هناك أناس من خوف الفقر في فقر.. ومن خوف المرض في مرض و مِن تَوَقُعِ المصيبة في مصيبة أكبر منها.
أسأل الله لي ولكم محبته والحكمة والسكينة..
أحسن الظن بالله، خذ بالأسباب وتوكل عليه، فما كان ربك بِظَلَّامٍ للعباد نسيا..
بقلم: غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com