أزمة ثقة
25 سبتمبر 2020
0
60786

عندما أقول بأنك جدير بالثقة فأنا أقصد أنني عندما أتحدث إليك وكأني أتحدث إلى نفسي وليس لشخص آخر..

عندما أقول أنني أثق بك فأنا لا أضع أي حاجز أو تنقيح لما أقول..

عندما أضع ثقتي بك فأنا على يقين أن ما قلته وما سأقوله سيظل محفوظاً بأمان

عندما أثق بك فأنا ببساطة أتوقع منك المثل..

من يثق بشخص لا يكذب عليه لأن من يكذب عليك لا يمكنك الوثوق به..

من السهل أن نغفر لمن يسئ إلينا ولكن من المحال أن نأمن جانب من فقدنا ثقتنا به!

الثقة صلبة هشة..

صلبة في جذورها ولا تأتي بسهولة، ولكن هشاشتها تكمن في أنها تخدش بسرعة، وإذا خدشت لا يمكن إصلاحها، ولا تُعطى فرصة أخرى..

دائما ما يشفع الحب أو الصداقة أو صلة القرابة لكثير من الأخطاء ونعود وكأن شيئاً لم يكن، ولكن الثقة إذا اهتزت فهي كفيلة بتدمير أقوى العلاقات لأنها لا تقبل الإهتزاز..

إذا ما فقدت الثقة في الزواج انهارت العلاقة..

وإذا فقدت الثقة في الصداقة تحولت إلى عداوة..

واذا فقدت الثقة في العمل انهارت المنظومة..

فهل يجدر بنا إعطاء الثقة لكل من حولنا؟

أو لمن نعتقد بأنهم يستحقونها؟

إن ثقتنا بغيرنا هي دليل على ثقتنا بأنفسنا ولكن الإفراط في الثقة دائماً ما يخذلنا..

يؤلمنا من اعتقدنا في صدقه وحبه ووفائه..

ولا يسعنا أن نلوم من خذلنا، بل يجب أن نستعد للخذلان ما أن ننطق بكلمة (ثقتي بك عمياء)

فمن استحبَ العمى لا يلومنَ إلا نفسه !

 

د. ندا الزايدي

استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com