حينما تبحث في بقاياهم عن مساحة بيضاء
لتختبئ فيها وتخبئ أحلامك بين طياتها،
حينما تتأمل تفاصيلهم الصغيرة تعبث بها
وتعبث بك إلى زمن جميل غاب ذات عمر
ويتمتم صوت الإحساس بداخلك :
لعلهم يذكرونني كما أذكرهم
لعلهم يذكرونني كما أذكرهم
عندها تكون ياعزيزي أقرب إلى الجنون !
حينما تنظر للحياة بنظرة طفولية مشرقة
وترى كل الأشياء من حولك ملونة
بأزهى الألوان وأطهرها
فلا تُبصر قُبح ملامحهم
وبشاعة وجوههم المختبئة
خلف ذاك القناع الأبيض
ولا تملك القدرة يومًا على أن تكون مثلهم
بل من المستحيل أن تتشابه معهم في أفكارهم
في تطلعاتهم، في إحساسهم
عندها تكون ياعزيزي أقرب إلى الجنون !
حينما تتفانى بذاتك لإرضائهم
وتجعل من قلبك وطنًا لهم
حينما ترتقب خلف ستار الخوف عودتهم
وحينما تعتقد بأن أعاصير الحياة
عصفت بهم كما عصفت بك عند رحيلهم
وحينما تظن بأنهم عاجزون
أن يتقدموا خطوة للأمام
لأنك كنت الحافز الوحيد لهم
ليكونوا أفضل وليكونوا أجمل
وحينما تعتقد بأنهم مازالوا هناك
على رصيف الذكرى
يقفون ينتظرون يرتقبون مجيئك
يعتصرون ألمًا وحُرقة على فراقك
كما تفعل أنت الآن ..
وكما فعلت منذ زمن
عندها تكون ياعزيزي أقرب إلى الجنون
حينما تكون عاجز عن أداء لغة الكذب
بكل تفاصيلها المشوهة
وحينما تكون عاجز عن التسكع بأحلامك
في تلك الزوايا المعتمة
لأن تلك الأحلام لا تشبههم
لأن تلك الأحلام لا تمت لعالمهم بصلة
عندها تكون ياعزيزي أقرب إلى الجنون !
حينما لا تملك القدرة على المكوث
في زمن الجهل والانحطاط
وحينما يصعب عليك أن تقف في مسرح الحياة
كالشيطان الأخرس العاجز عن التفوه بكلمة الحق
وحينما تختلف بمبادئك عنهم
وحينما يغفو الضمير بداخلهم بل قد يكون
في سُبات عميق أبدًا لا يفيق،
بينما ضميرك أنت
حي أينما كنت
بينما ضميرك يعجز حتى أن يأخذ قيلولته بعيدًا
عن عقلك، بعيدًا عن نفسك، بعيدًا عن نبضك
عندها تكون ياعزيزي أقرب إلى الجنون !
في زمن السخف أصبح الحب جنون
في زمن السخف أصبح الصدق جنون
في زمن السخف أصبح الطهر جنون
في زمن السخف أصبح العقل جنون جنون.
بقلم : نجلاء حسن
This site is protected by wp-copyrightpro.com