رواد الأجفان طيف من سناه
بعد غيب تناء عن لقاه
لم يزل ينساب في قلبى رؤاه
وذوت أنغامُ قلبي فى الشفاه
عرفها مسك ند وا زهر
أرجت حتى الحنايا والفكر
كم شدوناها بألحان الوتر
نغرس الحب لكى نجنى الثمر
هكذا يا نشوتى شأن الدهر
كيف ندرى ما الذى يطوى القدر
كم فراقِ واغتراب وعبر
قد بلوناها بأشتات الصور
إنها يا نشوتى الدنيا زوال
كيف نرجو الصفو منها والمحال
علل القلبَ بآمال طوال
لكن الدهر خؤون والليال
قد لمست القلبَ فى أعماقيه
بقريض فاض عن أوصافيه
تلكَ أخلاقك لا أخلاقية
فأنا الوزن وأنت القافية
أشكوت الدهر لى؟! كم من شكايا
فأساك المر بعض من أسايا
كم تعللنا بآمال…. عرايا
وبريق…… إنما كنا الضحايا
عشتُ كالتائه فى هذا الزمن
تصهر القلبَ أعاصير المحن
أقطع العمر وأمضى بالشجن
وغريب أينَ أهل و وطن
فافتقدت الدفءَ والعشق الأصيل
ورنين الشدو فى الأيكِ الضليل
وارتشاف الحب يا نشوى الجميل
ورفيف الطير حولى والهديل
كلما أبصرت أن الفجر لا لاح
وبدت منه تباشير الصباح
بعثرتها فى الربى هوج الرياح
وسياط الدهر خلفى والجراح
هذه الأحلام كانت أمنياتي
لا تقولى كيف ولت من حياتي
كنتُ أعدوا فى ظلام الأمسيات
خلف وهم من حطام وشتات
سلوتى في وحدتى هذا القلم
أسكب الأنغام فيه والألم
وأصب الدمعَ فيه والنغم
فهو زادى وهو ينبوع الحكم
فإذا ما أغمض الكونُ جفونه
لينام الليل في حضن السكينه
ويغنى الصمتُ الغيب لحونه
والورى يهمس في الأذن أنينه
قد يسرى البحر احزانى الدفينه
أجتلى سحر رؤاه وفتونه
أرمق الموج سويعات ضنينه
فوقَ رمل الشط إذ يفضى حنينه
لم يعد في الشط إنسان سوايا
أرقب الفجر مطلا في فضايا
وعذارى النجم تبدو كالشظايا
راقصات مستحمات عرايا
لم تعد تخطر أنفاس الربيع
لم تعد تجدى مسيلات الدموع
فضباب وخريف وصقيع
ورياح الحزنِ تفري في الضلوع
يا حبيبي قد رأيت العمر ضاع
ومضى إلا بقايا من شعاع
إنما الدنيا جمال ومتاع
فاغنم الأيام من قبل الضياع
إنه العشقُ أيا نشوى هوايا
فيك سرى وعزائى وشقايا
فلكم أسررت للموج الشكايا
وحديث العشقِ عن كل البرايا
حبك الدفاق فى قلبي صداه
سابح من فوقَ صفحات المياه
في عناق واشتياق للقاه
ورفيق العمر حتى منتهاه
د. خالد محمد سالم
This site is protected by wp-copyrightpro.com