كالعادة، وأنا قاطنة في صومعتي أستمتع بقراءة إحدى الروايات على أنغام فيروز رن فجأة هاتفي الجوال علىغير عادته قبل الظهيرة لأجد أحد الأرقام الغير مسجلة..
أجبت كعادتي بطريقة آلية :
أنا: نعم؟
المتصل: “أم فلان” كيفك إيش عاملة… “مقاطعة” : عليكم السلام ، عفواً يظهر حضرتك غلطان … (تِك) !أنهيت المحادثة
رن نفس الرقم مرة أخرى وكعادتي دائماًأعطي فرصة ثانية
أنا: نعم
المتصل: نهى .. كيفك ؟ ماعرفتيني ! بشويش عليا ياماما
أنا: هو إنت يا فلان ؟! سوري ماعرفتك! إنت غيرت رقمك؟
المتصل مستهزئاً: إنتي مالك يابنتي هو أنتي منتي أم فلان ولاأنا غلطان؟
أنا: أيوا
المتصل: طب ليه قفلتي؟
أنا: ماركزت في صوتك وماأعرف إنك غيرت رقمك واستغربت بس لأني مني متعودة أحد يناديني بأم فلانوليا إسم أتنادى بيه “بصوت ضاحك لتلطيف الجو”
تحول الحوار إلى سؤال عن العائلة و خطط الأسبوع وعن الوقت المناسب للترتيب لزيارة عائلية أو لقاء فيأحد المطاعم.
أنهيت المكالمة لأعيد تشغيل قائمتي الموسيقية على الجهاز وأمسكت بروايتي مرة أخرى .. لا أعلم كم مضىمن الوقت حتى اخترق مسامعي صوت فيروز وهو يتغنى ب
“أسامينا .. شو تعبو أهالينا
تلقوها .. وشو افتكرو فينا
الأسامي كلام شو خص الكلام .. عنينا هن أسامينا
…
لملمنا أسامي.. أسامي عشاق من كتب منسية وقصايد عتاق
وصرنا نجمع أسامي ونولع تصار ورماد ومادفينا
الأسامي كلام شو خص الكلام عنينا هن أسامينا”
فكرت للحظة..
وجدت فيروز بأن اختيار أسامينا كان سبباً في وضع القيود ..
وراجعت الموقف الذي حدث معي في المكالمة
مالذي جعل فيروز تتغنى بهذه الكلمات أهو اعتراضها على إسمهاالذي يصاحبها شاءت أم أبت
سواءاً كانت راضية عنه أولا!
عاد بي شريط ذكرياتي إلى مرحلة الطفولة عندما كنت أخجل من قول إسمي لأنه في كل مرة يسمع مها ، ندى، منى مما كان يسبب لي الحرج وكأنني أرتدي زياً لا يناسبني، أمضيت سنواتي الثلاث بدءاً من المرحلةالتمهيدية في خصام مع عائلتي بداية كل عام ويشتد الخصام في الأسبوع الأول عادة أو مع وصول طالبةجديدة تستفسر عن معنى إسمي. بعدها توالت على ذاكرتي نقاشات والداي ومحاولاتهم لإقناعي بجمال إسميوأهمية معناه لأنتقل لمرحلة( تقبل الإسم ) .. تلاها شريط قناعاتي وارتباطي بالتقويم الهجري لأجمع المقولات و الحكم فمعنى إسمي مرتبط بالعقل و الحكمة، وها أنا اليوم بعد هذا العمر الذي قضيته للإقتناع بإسمي أجد منيلغيه .. يلغي وجودي وشخصيتي .. يلغي قصصاً وأجزاءاً هامة في حياتي ليناديني ب ” أم فلان”!!!
هي مجرد خاطرة سجلتها تنبيهاً حتى لا يقفل الخط في وجه المتصل ذاته مرة أخرى
الاعلامية نهى مندوره
This site is protected by wp-copyrightpro.com