أَنْتِ الِاسْتِثْنَاء | عبدالله العبيدالله
01 أكتوبر 2020
0
71181

 

حبيبتي ♡
لَوْ أَنَّ الْحُبَّ كَلِمَات تُكْتَب لانتهت أَقْلَامِي ، لَكِن الْحَبّ أَرْوَاح تُوهَب ، فَهَل تكفيكِ رُوحِي ؟
حبيبتي أنتِ الْبَرَاءَةِ فِي روعتها ، وأنتِ الْجَمَالَ فِي سِحْرِهِ ، وأنتِ سِمْوٌ الْحَبّ بعطره الشدي ، أنتِ الْأَمَل الْمَشْرِق ، أنتِ الْوَرْد الَّتِي تَرَطُّبُه قَطَرَات النَّدَى ، أنتِ الْقَمَر الحالم يَتَهادَى فِي لَيَالِي الصَّيْفِ يُضِيء الْمَدَى ، أَنْت ِالأحلام الطُّفُولِيَّة هَدِيَّة لِلْأَرْضِ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ ، لكِ سِحْرٌ يَسْلُب الْقُلُوب .

اللَّيْلِ لَهُ نِهَايَةٌ ، والعمرله نِهَايَةٌ ، وَلَكِن حِبِّي لَك لَيْسَ لَهُ نِهَايَةٌ .
الْحَبّ كَأَحْلَام عَلَى أَرْضٍ خُرَافِيَّةٌ يلهينا عَنْ الْحَاضِرِ يشدنا ويجذبنا ، فيعجبنا جَبَرُوتَه بِالْحَبّ نَحْيَا ، فَهُو الرُّوح لِلْجَسَد ، فَلَا حَيَاة بِدُونِه ، وَهُوَ الْأَمَلُ الَّذِي يَسْكُنُ أنفاسنا ، وَيُخَاطِب أفكارنا لِيُحَقِّق آمَالِنَا .
حبيبتي رُسِمَت عينيكي عَلَى أَوْرَاقِي بِقَلَم الرَّصَاص ، رسمتهما بِكُلّ أشواقي ، وبكلّ إخْلَاص ، عَيْنَاك اللَّتَان تخترقان صَدْرِي كَالرَّصَاص .
أُحِبُّك بِقَدْر الْحُرُوفِ الَّتِي تُسَمَّى بِهَا العاشقون ، أُحِبُّك كَلِمَةً لَا تُعَبِّر أبداً عَمَّا بداخلي ، لكـن سأقولها لَتَصِل لَك حَبِيبِي ،
قَد الْحُرُوف أُحِبُّك .
بَعْد رحيلك تَوَقُّفُ كُلٍّ شَيْءٍ ، أَصْبَحْت كُلِّ الْأَشْيَاءِ ، لَيْسَ لَهَا مَعْنًى حَتَّى حِسَاب عُمْرِي لَا مَعْنَى لَهُ .
أَعْظَم الْحَبّ لَيْسَ مِنْ يبهرنا مِنَ اللِّقاءِ الْأَوَّلِ بَلْ مِنْ يَتَسَلَّل داخلنا دُونَ أَنْ نَشْعُر ، وَكَأَنَّك فَجْأَة تكتشف أَنَّهُ هُوَ الْهَوَاءِ الَّذِي تتنفسه .
مَنْ يَقُولُ إنِّي أُحِبُّك مَا عُرِفَ قيمتك عِنْدِي ، أَنْت فَوْق الْحَبَّ كُلَّهُ أَنْتَ فِي عَيْنِي مِلَاك لَا تَلُومِينِي بحبك ياغالية ، فذنبي الْأَوَّل إنِّي أُحِبُّك ، وَذَنْبِي الثّاني عشقك .
حبيبتي لَو كُتِبَت بأغصان الشَّجَر ، وبحبر مِدَادُه الْبَحْر ، ماقلت لَك إلَّا كَلِمَةَ أُحِبُّك .
أحببتك حَتَّى الْحَبّ تَوَقَّفَ عِنْدَ عينيكِ ، أحببتك حَتَّى نَطَقَت كُلّ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِيَ بِأَنِّي أعشقك ، أحببتك حَتَّى ذَرَفَت الْعَيْن دُمُوع الْخَوْفِ إذَا فَكَّرْتَ فِي بَعْدَك ، أحببتك حَتَّى نَسِيت كُلَّ حَيَاتِي ، وَأَصْبَحَت أَنْت حَيَاتِي .
وُجُود الْحَبّ يَكْفِينَا ، وهذهِ كُلّ أمانينا ، أَنَا وأنتِ فِينَا طَبْعُ إذَا حبينا ، حبينا لِلنِّهَايَة .

قَرَّرْتَ أَنَّ أعطيكِ عُمْرِي فَوَجَدْتُه مِلْك لكِ ، لَا أُرِيدُ أَنْ أعطيكِ عَيْنَاي ، لأنّهما السّبيل لرؤيتك ،
وَسَوْف أُهْدِيك أَجْمَل هَدِيَّةٍ فِي الدُّنْيَا ، وَهِي الْوَفَاء .
يَا مَنْ سَكَنَ قَلْبِي وَجُودك ، كَوْنِي حَاضِرِي وَكُونِي لِي الْمَاضِي ،
فَأَنَا أُحِبُّك أولاً ، أُحِبُّك ثانياً ، أُحِبُّك ثالثاً ، أُحِبُّك إلَى مَا لَا نِهَايَةَ ، أُحِبُّك لِآخَر نَفْس يَسْكُن وجـودي وَلَن اُكْتُفِي ،
يَا مَنْ تَسْكُن قَلْبِي ، ووجـودي أَنَا أحببتك مِن الْوَرِيد للوريد .
مِن حُبُّك أُرِيدُ أَنْ أخبـرك ، يَا اِنْسام لَيْلِي الْبَارِدَة ، أَن وجـودي بِدُونِه صحـراء جَرْدَاء ، وَإِن سمائي بِدُونِه ظَلَام مُعْتَم ، وأخبريه يَا اِنْسام اللَّيْلِ إنْ شَمْس نَهَارِي بَدَأَت تَحْتَرِق مِنْ غَيْرِهِ ، وأخبريه يَا هِبَاتٌ نسيمي أَنَّهُ يَسْكُن عَالَمَي ووجـودي ، أُحِبُّكَ يَا سَاكِنٌ رُوحِي . أدمنت حُبُّك ، وَأَدْمَن الْقَلْب ذكراك . اِشْتَاق إليكِ وأنتِ جِوَارِي ، اِشْتَاق إليكِ وشوقي يوهبنى بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَيُجْعَل الْغَيْرَة تحرقني مِنْ نَظَرِهِ تُقْصَد عَيْنَيْك ، فشوقي إليكِ يتمناني أَنْ أَكُونَ أَقْرَب منكِ إليكِ .

حبيبتي هَل تَعْلَمِي إِنَّك دائماً عَلَى خَاطِرِي ، لِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ شَيْءٌ أُفَكِّر بِه سواكِ أَنَّا لَا أُحِبُّك بَل أعشقك ، وأهواك ، وَإِذَا غبتِ عَنِّي لَن أَحْزَن لأنّي سَأَمُوت إذَا ابتعدتِ عنّي
أَنَا يَا حبيبتي لَم أَعِش مِنْ أَجَلِك ، بَل سَأَمُوت لِأَجْلِك .
عِنْدَمَا أبْحَث بَيْن أَوْرَاقِي الذَّابِلَة ، أَجِد صُورَتِك الْمَكْتُوبِ عَلَيْهَا لَن أَنْسَاكٌ ، وَتَحَرَّك تِلْكَ الصُّورَةِ نَبْض قَلْبِي ، وتُعيد حُبُّك الْمَنْقُوش فِي ذاكرتي ، وتتبعثر الْأَوْرَاق ، وَتُبْقِي صُورَتِك فِي خَيَّالِيٌّ . يَا حبيبتي أنتِ غيرالناس ، أنتِ الْأُولَى ، وَالْأَخِيرَة .

لَوْ كَانَ كُلٌّ النَّاسِ مِثْلَك ، لَكَان الْوَفَاء تَاج عَلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ . حُبّي لكِ الشَّيْء الوَحيد فِي العَالم الَّذِي لَمْ يُكتب عَلَيْه تَارِيخ الصَّلَاحِيَّة وَمُدَّة الِانْتِهَاء
مَا كُنْت مِمّنْ يَدْخُلُ الْعِشْق قَلْبِه ، وَلَكِنْ مِنْ يُبْصِرُ جفونك يَعْشَق . الثَّلْج هَدِيَّة الشِّتَاء ، وَالشَّمْس هَدِيَّة الصَّيْف ، والزهور هَدِيَّة الرَّبِيع ، وَأَنْت هَدِيَّة الْعُمْر .
لَقَد دَبّ الْهَوَى لَك فِي فُؤَادِي ، كدب دَمٌ الْحَيَاة إِلَى عروقي .
إذَا أحببتنى يوماً ، فسأحبك قُرُون ، وَإِذَا كَانَ حُبُّك ضَجَّة فحبى لَك سُكُون ، وَإِذَا كَانَ حُبُّك هـو الْعَدَالَة فحبي هـو القَانُون ، وَإِذَا كَانَ قَلْبِك هُوَ الْقَاضِي فَقَلْبِي هوالمظلوم .
لَوْ نَظَرَ نيُوتُن إلَى عينيكِ ، لِعُرْف أَنْ لَيْسَ للجاذبية قَانُون .
يَا شَهِد الْحَبّ وميزانه ، وَكُلّ الْوُرُود وَأَلْوَانُه ، لوأن للغرام عُنْوَان يَا عُمْرِي أَنْت عُنْوَانِه . لَوْ كَانَ قَلْبِي مَعِي مَا اخْتَرْت غَيْرِكُم ، وَلَا رَضِيتُ سِوَاكُم فِي الْهَوَى بدلاً .
عِنْدَمَا يَتَوَقَّف الزَّمَن ، وَيَنْفَصِل الْعَالِمُ عَنْ الْوُجُود ، أَعْلَم عِنْدَهَا أَنِّي قَبِلْتُ جَبِينُك . الْحَبّ لَيْس كَلِمَة تَقُولُهَا الشفتان ،
الْحَبّ لَيْس نَظَرَات يتبادلها العَاشِقَان ، الْحَبّ لَيْس فَقَط إحْسَاس بِلَا عُنْوَان ، الْحَبّ لَيْس عَذَابٌ بِلاَ بُرْهَانٍ ، الْحَبّ يَتَجَسَّد فِي عُرُوقِ الْإِنْسَانِ مَعَ الدَّمِ يُسْرِع الخَفَقَان ،
الْحَبّ هُو سَفِينَة بِلَا مُرْسًى فِي بُحُورِ الزَّمَان ، وَمَن يَعْرِفُ قِيمَةَ الْحَبِّ لايخون أَوْ يَبْعُدَ لَوْ دَارَتْ الْأَيَّام .

بقلم : الشريف عبدالله العبيدالله
الخميس 1 أكـتـوبـر 2020
الموافق 14 صـفـــر 1442


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com