أُلّوح للبدر المسافر ..
07 مايو 2024
0
33561

إيمان بدوي

حين كان ( السؤال صعباً ) قلت : ( لا مستحيل .. هذا الرحيل ، من يقطع الصمت الطويل ويدلني )
وحين كان ( الفجرُ بعيداً ) قلت : ( أنا حروفي في غيابك
لا هي حكي ولا هي قصيد أكتب الظلما وأعيد )
تلك ( الظلما ) التي بدت لك ياسيدي في غياب الحبيبة لاتبدو لنا إلا قناديل عشق فمثلك لا يظهر في محيا حرفه إلا النور فمنك تكتسب الكلمات ضياءها ! فحين وافاك القدر سقطت النجوم وانخسف القمر فلا بدر بعدك يا أمير !

لوهلة شعرت بأن بداخلي رغبة ملّحة بالبوح لك ولقصائدك العذبة التي اعتدت الوقوف على مرافئها من حين لآخر !
ولكن أرجوك أخبرني هل هذه القصائد من وحي ملاك ؟ أم أنها قطعة من الجنة أم من مناجم الماس ؟
هي أشعار متفردة تُشبهك في اختلافك ، فقد صدقت حين قلت ذات قصيدة ( ما أشوف الأنداد أنا وحيد الشعر
ما انخلق ثاني ) ما أجمل الاعتداد بالذات لاسيما ذاتك !
لا أود البوح بلغة يعانقها الشجن ولكن تحيطني أغنياتك التي عاشت بداخلي وربتت على قلبي وروحي ، فكانت الملاذ والمنطقة الآمنة التي أحب اللجوء إليها ..
إنني أتحدث إليك الآن وتشاطرني احساسي قصيدتك الشهيرة ( ردي سلامي للهوى ) إذ تسيل أحرفها باكية كما لو كانت الكلمات ليست إلا مآقي ! أما ( صوتك يناديني ) فهي ماتبقى لي من ذكرى حنيني !

يامن رفضت المسافة والسور والباب والحارس وجلست خلف ظهر النهار ، الشعر اليوم يمارس ذات الرفض واقفا على بابك ! ينشد الالهام عن غيابك : ( هل البدر فعلا رحل أم أن البشر لديهم واقع آخر لا نحيط به علما ؟ ولكن كيف ذهب وهو شاعر حالم والعوالم الحالمة لا يعرف الحتف إليها سبيلا !؟ )
فلا يجيب الإلهام وكأنه يحتمي بالصمت من حزنٍ عميق أعقبه فراقك ، فيمضي الشعر مجددا في سراب الأسئلة ..
وأمضي أنا .. ( ألّوح للمسافر ) بعد أن كتبت له على جدار الوقت :
( سيدي قم ) ما لهذا الحزن آخر !
( سيدي قم ) أم رحلت لوادٍ لا صدى يوصل ؟
( سيدي قم ) عنك الصبر كذبة وفيك العمر موعود !

 

رحم الله شاعر الوطن والحب ..
مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن ، و ربط على قلوب ذويه ومحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون ….


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com