من منا ليس له ذكريات مع الراديو ؟ تعودت ان اسمع الراديو منذ نعومة اظافرى فكان ابي رحمه الله علية يشغل الراديو نهاراً وليلاً، فقد كان لجهاز الراديو خصوصية وحضور مميز في كل منزل، لكن اليوم مع ازدحام القنوات والوسائط المتعددة لم يعد الوصول إلى الراديو سهلا في ظل هذة المنافسة الشرسة وتراجعه من المركز الاول الي المركزالثالث بعد الانترنت والتليفزيون ..
الا ان اذاعة القرآن الكريم ظلت كأول اذاعة إسلامية حتي يومنا هذا تتربع علي قمة قائمة أكثر الإذاعات الدينية استماعاً..والاوسع انتشاراً التي تعنى بشكل أساسي بمخاطبة المستمعين من شتى الأعمار ومختلف الشرائح والفئات المتباينة في ثقافتها ومستوياتها التعليمية.
“إذاعة القرأن الكريم من القاهرة” بهذه الكلمات التي تسمعها في بداية الساعات الأولى في الصباح، فتُنصت إلى تلاوة القرأن من كبار المقرئين المصريين بأصواتهم العذبة، ثمُ تأتي ابتهالات كبار الشيوخ،فتقشعر أبداننا من اصواتهم الرائعة ،هذا المسمع الدرامي يتبلور بأصوات تتسلسل إلى أعماق أنفُسنا لتُدخل عليها الهدوء والسكينة بعد سماع القرآن الكريم،تلك الصورة الروحانية التي تأتي مع كل صباح ومساء.
وربما يرجع تعلقي بها انا وكثيرون مثلي للشعور بالراحة النفسية والهدوء والطمئنينة والسكينة ، فهي بركة البيت والسيارة، فأنا لا اغلقها نهائياً في المنزل فهي في المطبخ والغرف مصاحبة لنا باستمرار ، فدائماً اجد بها اجابات كثيرة لاسألة تحيرني، او تفسير لمواقف اتعرض لها ،وكأنما هي رسائل من الله لتجيب عن ما يدور بنفسى ، كما تساعدني ايضا علي مراجعة ما احفظة من ايات القرآن الكريم
بالايضافة الي أهم ما يميزها هو ثقتي الكاملة في المحتوي الدينى الذى تقدمة من تفسيرات ومعلومات عن ديننا الوسطي الجميل ، وتنفرد اذاعة القرآن الكريم بأنها مخصصة للقراء والمبتهلين وعلماء الدين من المصريين ومن أشهر قرائها عبد الباسط عبد الصمد ، الحصري، طه الفشني، المنشاوي، الطبلاوي وبالطبع الشيخ محمد رفعت الذي تذاع تسجيلاته في الساعة السابعة صباحا ، كما ان بها المبتهلين المصريين الذي ليس لهم مثيل فالشيخ سيد النقشبندى ولقب بالصوت الخاشع والكروان الربانى وإمام المداحين واللحن الملائكي كما انه صاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات بصوته الأخاذ القوى المتميز الذي يهز المشاعر والوجدان وكأنما يصافح آذان الملايين وقلوبهم وهو من أهم علامات شهر رمضان بالإذاعة ،وايضاً الشيخ نصر الدين طوبار الصوت الذي يضرب على اوتار القلوب فتحلق فى رحاب السماء وغيرهم كثر…
أما عن برامجها فعندما اسمع مقدمة في ظلال” الهدي النبوي ” وصوت الدكتور احمد عمر هاشم تعرف ان الوقت قد أزف فأسرع الي الباب لابدأ طريقى الي العمل فالساعة أصبحت السابعة والنصف ،وبرنامج “بريد الاسلام” للرد علي تساؤلات المسلمين، وبرنامج” قطوف من حدائق الايمان” للسيد صالح” وموسوعة الفقة الاسلامي” للدكتورة هاجر سعد الدين، “والدين المعاملة “وبراعم الايمان”ومن نور النبوة “، ولا ننسى ابدا نقل شعائر صلاة التراويح والتهجد وكل الدروس القيمة التي تقدم للحجيج في فترة الحج .ومن الجدير بالذكر تتميزالاذاعة انها الوحيدة التي لايوجد بها رعاة أو إعلانات،و اقترح هنا علي إدارة الإذاعة أن يكون هناك قناة مماثله لها للناطقين باللغة الإنجليزية والفرنسية حتي يتثني لهم فهم صحيح الدين.
وفي الختام: اذكركم واذكر نفسي بمتابعتها وخصوصاً أبنائنا ، فهي القبلة الصحيحة للتوعية الدينية السليمة ، فأن الغافلون يعيشون في حلم الله،والذاكرون يعيشون في رحمة الله ،والعارفون يعيشون في لطف الله،والصادقون يعيشون في قرب الله،والمحبون يعيشون في الأنس بالله وبالشوق إليه.
بقلم د. مها ابراهيم غانم
This site is protected by wp-copyrightpro.com