هناك -و في كل مكان- بين الوفرة و الكظة في عدد المساجد المنتشرة تقريباً في كل مدينة و في كل حي؛ فنجد مسجداً ما بين مسجد و مسجد؛ فقد تتوافر اربعة مساجد في مساحة اقل 500م²، في الحارة الواحدة.
و تواترت تقديرات عدد المساجد على انها بلغت 100,000 مسجداً (و تصل تكلفة الكهرباء وحدها ما معدله 1200ريالا شهرياً.)
و قد تكون تلك التشييدات فعلاً على حساب اقامة و توفير:-
*المبرات، و دور رعاية المسنين؛
*دور الايتام، و اطفال السيدات العاملات؛
*روضات الاطفال الاجتماعية؛
*المراكز الاجتماعية؛
*المراكز الرياضية للناشئة و الشباب، و الناشئات و الشابات؛
*مراكز الترفيه..و النشاطات و الهوايات، والترفيه بعامة و قاعات الالعاب و القراءة العامة؛ او حتى ما يخدم ما صار يسمى بـ’مجالس الحي’.. من مرافق و ملاعب و مكتبات.
★و مما ساهم في تكاثر المسجد على حساب بقية المرافق المطلوبة بتضور شديد هو فهم خاطئ للآية المشهورة قولاً، و المفهومة غلطاً:
‘انما (يعمر) مساجد الله من آمن بالله و باليوم الآخر(…).”
و خطٱ الفهم هنا هو ناتج من نطق خاطئ لكلمة (يعمر).. فتجد ان نطقها عند غالبية الناس هو بتشديد ميم الفعل (يعمر).. و كٱنّ المقصود يعمِّر.. و يبني و يشيّد. و من هنا كان مصدر الغلط!
بينما كان مقصود الآية (يعمر) في الآية هو بضم الميم.. بمعنى يرتاد، و يحضر، و يعمر (كما في “يعمر دارك”؛ و “دار عامرة”، و كانها مشغولة، مليئة، عامرة.
و لتجدن بين الناس، و خاصة الموسرين منهم من يتسابقون الى تحمّل كلفة الارض و التشييد و التشغيل و الصيانة للمساجد.. رغم توافر و وفرة امثالها بنفس الشارع و عين الحي.
كما و لا يخفى ميل البعض..(إن لم يكن الغالب)لتسجيل و تثبيت اسم الشخص الباني المتبرع او اسم ابيه او اسم عائلته او اسم ٱمه ..(مثل ‘مسجد فاطمة’، على ساحل كورنيش جدة).
و تنتشر امثاله من المساجد في كل حدب و صوب؛ بينما تبقى بقية المرافق بين الفردانية و المحدودة.
بقلم : د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
عميد سابق بجامعةالبترول.
This site is protected by wp-copyrightpro.com