(إعمار)المساجد..غير(عمرانها)، و ليس مع تجنب المرافق الٱخرى! | د. ابراهيم نتو
18 أكتوبر 2016
0
86427

 

هناك -و في كل مكان- بين الوفرة و الكظة في عدد المساجد المنتشرة تقريباً في كل مدينة و في كل حي؛ فنجد مسجداً ما بين مسجد و مسجد؛ فقد تتوافر اربعة مساجد في مساحة اقل 500م²، في الحارة الواحدة.
و تواترت تقديرات عدد المساجد على انها بلغت 100,000 مسجداً (و تصل تكلفة الكهرباء وحدها ما معدله 1200ريالا شهرياً.)

و قد تكون تلك التشييدات فعلاً على حساب اقامة و توفير:-
*المبرات، و دور رعاية المسنين؛
*دور الايتام، و اطفال السيدات العاملات؛
*روضات الاطفال الاجتماعية؛
*المراكز الاجتماعية؛
*المراكز الرياضية للناشئة و الشباب، و الناشئات و الشابات؛
*مراكز الترفيه..و النشاطات و الهوايات، والترفيه بعامة و قاعات الالعاب و القراءة العامة؛ او حتى ما يخدم ما صار يسمى بـ’مجالس الحي’.. من مرافق و ملاعب و مكتبات.

★و مما ساهم في تكاثر المسجد على حساب بقية المرافق المطلوبة بتضور شديد هو فهم خاطئ للآية المشهورة قولاً، و المفهومة غلطاً:
‘انما (يعمر) مساجد الله من آمن بالله و باليوم الآخر(…).”

و خطٱ الفهم هنا هو ناتج من نطق خاطئ لكلمة (يعمر).. فتجد ان نطقها عند غالبية الناس هو بتشديد ميم الفعل (يعمر).. و كٱنّ المقصود يعمِّر.. و يبني و يشيّد. و من هنا كان مصدر الغلط!

بينما كان مقصود الآية (يعمر) في الآية هو بضم الميم.. بمعنى يرتاد، و يحضر، و يعمر (كما في “يعمر دارك”؛ و “دار عامرة”، و كانها مشغولة، مليئة، عامرة.

و لتجدن بين الناس، و خاصة الموسرين منهم من يتسابقون الى تحمّل كلفة الارض و التشييد و التشغيل و الصيانة للمساجد.. رغم توافر و وفرة امثالها بنفس الشارع و عين الحي.

كما و لا يخفى ميل البعض..(إن لم يكن الغالب)لتسجيل و تثبيت اسم الشخص الباني المتبرع او اسم ابيه او اسم عائلته او اسم ٱمه ..(مثل ‘مسجد فاطمة’، على ساحل كورنيش جدة).

و تنتشر امثاله من المساجد في كل حدب و صوب؛ بينما تبقى بقية المرافق بين الفردانية و المحدودة.

بقلم : د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
عميد سابق بجامعةالبترول.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com