إن الذكرى تنفع المؤمنين | غادة طنطاوي
16 يونيو 2019
0
62865

 

مضت أيام الشهر الكريم سريعًا، أثاب الله فيه الصائمين على حسن صومهم و القائمين على طاعاتهم.

و مع انشغال البعض بمظاهر الشهر الكريم تجلت بعض الفعاليات الخيرية من ذوي الأيادي البيضاء، أحسن الله لهم كما أحسنوا لغيرهم و عظم لهم الأجر و المنزلة، و اختلفت متباينة، بين موائد افطار لأطفالٍ فقدوا ذويهم أو تربوا بعيدًا عنهم بدايةً، مرورًا بأطفال قدر الله عليهم معاناة مرض السرطان و سخر لهم من أهل الخير و المتطوعين من ينسيهم تلك المعاناة و لو بالقليل من الجهد، وصولًا لموائد السحور التي جمعت الأسر المتعففة و أدخلت البهجة على نفوسهم.

ما شهدته في هذا الشهر كان عظيمًا و رائعًا، فالمبادرة في حد ذاتها تقوم روابط الأفراد في المجتمع و تنمي أواصر الأخوة و المحبة، و توضح أهمية جهود الفرد في تحسين وضع المجتمع و بالتالي وضع الدولة بالعموم، لكن ما يثير دهشتي هو ما يحدث بعد كل فعالية من تعظيم و تمجيد لأصحاب المبادرات، أخبار رئيسة تتصدر صفحات الصحف، شكر و تهليل و صور لكل مبادرة، و الأمر المثير للشفقة، عندما يعترض صاحب المبادرة على نص الخبر قائلًا .. اسمي لم يذكر في العنوان، صورتي لم تتصدر الخبر، الخبر قصير جدًا و غير مفيد!!!

و السؤال الذي أطرحه على جميع من تصدرت أسمائهم الصحف.. مالغاية الحقيقة و الهدف الرئيسي من تلك المبادرات إن كانت مشروطة..؟؟ قال تعالى في كتابه الكريم
” إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ “، أصبح الأمر ظاهرة اجتماعية طغت على بذور الخير في نفوسكم، و غدا سبق صحفي لصاحب أحسن خبر. أنا لا أنصب نفسي حاكمة هنا، فصكوك الغفران ليست بيدي، و لا أتعمد الإساءة لأي فرد، جزى الله كل محسنٍ بأفعاله و عظم له المكانة و الأجر، لكن قلمي يكتب عن كل مل يستنكره فقط للتنويه.. ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

 

بقلم: غادة ناجي طنطاوي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com