استعدوا لدفع الديات .. فالأبطال حققوا الإنجاز | د. خالد الحارثي
29 أغسطس 2017
1
177111

مؤكد أن العنوان غريب ..
ولكن ستزول الغرابة حين تعلمون أن الأبطال في مملكتنا
ليسوا أولئك الذين يرابطون في الحد الجنوبي لحماية تراب الوطن الكبير فقط ..
ولا أولئك الذين يمثلون الوطن فيرفعون علم التوحيد وراية العز 🇸🇦 خفاقة في المحافل الدولية سياسيًّا وعلميًا ودينيًّا ورياضيًا ..

بل هناك أبطال خلف الكواليس يحققون بطولات تسمى بطولات إشغال الجهات الأمنية والقضائية بفضل مهاراتهم العدائية في قتل النفس التي حرمها الله دون حق ..
ثم يأتي المجتمع عبر وسطاء الخير في البحث عمن يساهم في تكريمهم بمكافآت اعتادوها بعشرات الملايين .. تسمى ( الديـــــات ) وتوضع لها لجان وارقام حسابات لجهات رسمية تستقبل عشرات الملايين ..
وفِي المقابل لا نجد من يضع ريالًا واحدًا في هذه الحسابات الخيرية لأسر شهداء الواجب كتكريم مادي .. مكتفين بما تقدمه الدولة رعاه الله لهم ..
مع حفظ جهود بعض الجهات التي كرمت شهدائنا بدروع نحاسية واُخرى كريستال .. قد تسوى في نظرهم قيمة الديات المقدمة لآهالي القتيل .. مع العلم أن كلاهما له أسرة سواء القتيل أو الشهيد ولكن مع فرق المعيشة بعد التكريم ..

وكما يحتفل الوطن بين فترة واُخرى ببطل استشهد دون دينه ووطنه بعيدًا عن ملايين المجتمع وأهل الخير
فهناك أيضًا زفة أخرى لأبطال لم يستشهدوا وإنما غلبهم ابليس وأوقع بينهم في القتل .
فالأرض واحدة ولكن مع اختلاف المعركة والهدف منها ..
والقبور واحدة ولكن مع اختلاف أعمال من دخلوها
وبيوت العزاء واحدة مع اختلاف أسباب فقد ذويهم
فهناك زغاريد فرح بشهادة عز وكرامة ..
وهناك صرخات وآهات تملأها الانتقام ..
أصبح في واقعنا ..
أبطال جدد تستقبلهم أرض الشرف للذود عن تراب الوطن .. ومعهم دعواتنا بالثبات والنصر بإذن الله
وأبطال جدد تستقبلهم عنابر القصاص ضحايا ابليس والانتقام للنفس .. ومعهم دعواتنا بالعتق والعفو من أهالي الدم .
لذلك سيأتينا من أهالي الخير والسعاة في عتق الرقاب جزاهم الله الجنة بتذكير أهالي الدم بقول الله تعالى :
” …. مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً “
ليظفروا بفرحة قبول الوساطة وإعلان عتق رقبة القاتل وإن كانت مقابل عشرات الملايين لا يهم .. بل المهم انهم ساهموا في إحياء هذه النفس بعد أن شارفت على الموت .. كتب أجور سعيهم يارب

ولكن يبقى على هؤلاء السعاة وأهالي الخير وممن تؤثر كلمتهم في المجتمع أن يقدموا الآية الكريمة كاملة للمجتمع عامة ولمن هزمهم ابليس وأصبحوا قتلة
” مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ” حتى يدرك الجميع خطورة القتل وأن نَفْسًا واحدة عبدالله تساوي قتل الناس جميعًا منذ خلق سيدنا آدم وحتى قيام الساعة .. بل ولابد من شرح عواقب القتل الوخيمة في الدنيا والاخرة .. حتى تكون التوعية هنا بمبدأ ( الوقاية خير من العلاج )
فنقيهم بذلك شر أنفسهم بالتهذيب وتذكيرهم بالله قبل أن نعالج أخطاء خلفت قتل النفس وتبعها أعباء ديات كبيرة جدًا حتى أصبحت ظاهرة للأسف اثقلت كاهل المجتمع الراغب في تقديم الخير
فلو تخيلنا أن الديات بمئات الألوف ويكون حدها الأعلى مليونان أو ثلاثة .. لبادر المجتمع أكثر في برامج عتق الرقاب بدلاً من تكدس محكومي القصاص في السجون فرج الله عنهم .

اسأل الله أن يرحم شهدائنا ويعوّض أهاليهم خير .. ويرحم من قُتِلُوا على خلاف ويعوّض أهاليهم خير ..
ويعفي ويعتق رقاب من أصيبوا بهذا البلاء العظيم ..

د. خالد عبدالقادر الحارثي
مستشار إجتماعي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com