اعتنوا بقلوبكم لتسعدوا بأعوامكم | د. وفاء ابوهادي
01 يناير 2020
19
127809

وكما هي سُنة الله في هذا الكون يرحل عام ويأتي آخر
وتبدأ التهانيء بقدوم الأخير والعتب على الماضي فقد حَملنا من الأوجاع والخيبات الكثير والكثير .

ولكن مهلاً … ألم يصبح هذا موال نردده كل عام ؟
أتحدث عن نفسي ، ففي كل نهاية عام أبدأ بسرد أمنياتي للعام الجديد ولا أقصر في العتب على العام الماضي .

ولا أُبريء نفسي إذ أتقمص دور الحزن والضحية وما إلى ذلك لما تجرعته في عامي الماضي ، وأستهل الأمنيات والرجاء بالعوض في عامي الجديد .

لكن لم أفق من غيبوبتي إلا هذا العام فقد وجدت أني أعيش طقوساً أكررها كل عام ، وهذا ما جعلني أنظر لنفسي بسخرية وامتعاض .

مما أتذمر ؟! وماذا أرجو ؟! هل أتذمر مما زرعته يداي؟
وأتأمل شفاء أوجاع أنا من أزيد عمقها كل عام بغبائي ، نعم هذه الحقيقة ؛ فالعام هو أيام يمنحها الله لنا لنزرعها ونحصدها في الآخرة ، وجعل كل ما حولنا لخدمتنا ، فعندما نتجرع الألم والمرارة ونجني الخيبات في هذا العام ليس للأيام أي دخل في ذلك ، بل نحن السبب .

سوء اختيارنا لمن جعلناهم شركاء لنا في أيام هذا العام
، حسن النوايا التي غافلتنا عن حقيقة هؤلاء البشر فكلاً يرى الناس بعين طبعه ، الثقة المفرطة في من نعرفهم ، وفتح أبواب حياتنا ليدخلوا منها أنى شاءوا ، وحتماً النتيجة يعيثوا الفساد وينتهكوا معنى طمأنينية أرواحنا
، و عدم وضع استراتيجية للتفكير بشكل كافي لمخططات حياتنا خاصة المصيرية .

أسباب كثيرة نحن من نبنيها لتعرقل سعادة وراحة أنفسنا ؛ إذن عندما نريد أن نستقبل عام جديد بكل فرح وسعادة وجابراً لما مضى لابد أن نغير أسلوب اختيارنا لمن يشاركوننا حياتنا ، لمن يكونون جزء من تفاصيل هذا العام والذي يليه ، لابد أن نطمح في تغيير قلوبنا لنرى أفضل ، ونعشق أرواحنا فهي من تُسلم أن كل من أمامها ملاك يمشي على الارض .

لابد أن نستشعر نعم الله علينا في كل شيء جميل ،
في كل من يسعدنا ، من يسعى لراحتنا ، من يجعلنا نقول ونحن نهنيء بالعام الجديد ( كل عام وأنتِ معي ، كل عام و أنتِ سعادة أيامي) .

فلنترك مع العام الراحل كل من أوجعنا ، ولنبعد عن آفاقنا النقية كل من خيب آمالنا ، ولنمحو من صفحات مذكرتنا اليومية كل من شوه كل تفاصيل جميلة وعفوية كانت تحيط بنا ، ولندفن كل مشاعر حملت الزيف وتدثرت بالخيانة ، واستغلت نوايانا وبراءة قلوبنا ، ولنقدم على عام جديد بكل من يستحق أن يكون رفيقاً بأيام هذا العام ، جديراً أن يكون بسمة وسعادة كل ثواني العام الجديد .

اجعلوه نهاية أوجاع وشخصيات كالهباء المنثور
واستقبلوا أيامكم بكل سعادة مع من يجعلها سعادة فعليه تتجلى في الأفعال ، وتُكتب بين صفحات أيام عام تلو عام ، واعشقوا الفرح فليس هناك من يستحق أن يبني بداخل قلوبنا مكاناً للحزن فهذا بديهي لا يحبنا ،
فمن يحبنا يسعى لإسعادنا لا عكس ذلك ، ولا مبررات للأوجاع فكلنا ندرك ما نقدم عليه .

لن أقول لكم عام جديد بل قلوبٌ جديدة تستحق أن تكون هي معنى أيامكم ورفقاء لحياتكم .

د. وفاء ابوهادي المستشارة الاعلامية والكاتبة – رئيس مجلس الادارة 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com