أحب تلك الفتاة وتمنى أن يقضي ما تبقى من عمره في إسعادها..
توقع أن الحظ ابتسم له أخيراً, وأن النهاية كانت أجمل البدايات..
ولكن كما هي عادة الرياح دوماَ تأتي بما لا تشتهي السفن, وصدح صوت قارئة الفنجان وهي تقول طريقك مسدودُ يا ولدي!
لم يعد يبصر أي جميل في الحياة, وأخذ يندب حظه العاثر ويتساءل لم لا أستحق السعادة؟ هل تضن علي الحياة بشيء من الفرح؟ أم هو ذنب قديم قد اقترفته وحان الآن وقت القصاص؟
أخذ يفكر في الأقدار وما آلت إليه حياته في عقده الرابع..
كيف تشابكت خيوط حياته وساقته إلى ما كان لا يتوقعه أو بالأحرى ما لا يتمناه؟
أراد أن يختار ولو لمرة واحدة في حياته, أن تكون له الكلمة, ولكن هيهات!! فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن..
أخذ يتفكر في حكمته عز وجل مسبب الأسباب ومقدر كل شيء..
يعلم أن كل شيء يحدث بسبب ولسبب, قد يأتي يوم ونعلمه, وقد تزهق أرواحنا دون علمه, وهو على يقين بأن أيامنا ماهي إلا قطع من أحجية كبيرة لا تكتمل صورتها إلا باكتمال وضع كل قطعة في مكانها الصحيح ولا يحدث ذلك إلا في النهاية..
قد نحاول بقصد أو بدون قصد أن نقحم قطعة في غير محلها اعتقاداً منا بأن هذا هو مكانها الصحيح, وقد نغفل عن القطعة المجاورة الصحيحة لأننا لا نراها..
نشعر بالإحباط وبالملل, ويصيبنا اليأس إلى حد الشعور بالفشل, نتجاهل لفترة ونحاول أن نشتت إنتباهنا إلى أي شيء وأحياناً كل شيء!!
نسمح لأنفسنا بالضياع تارة حتى لا نتوه!!
وعندما نعود نضع ببساطة القطع في أماكنها الصحيحة ونستغرب من عدم قدرتنا على الفهم في لحظة ما, وعلى التقبل في لحظة أخرى..
نجهل أننا سواءاً رضينا أم سخطنا فذلك لن يغير من أقدارنا شيئاً..
فمن الحكمة أن نرضى دائماً وأبداً وبهذا فقط ستكون أقدارنا أجمل..
د. ندا الزايدي
استشارية الطب النفسي
This site is protected by wp-copyrightpro.com