١٨١٥ تامبورا أندونيسيا، ١٨٩٧ تونجاريرو نيوزيلندا، ١٩٧٩ فيزوف ايطاليا، ٢٠١٨ كيلاويا جزيرة هاواي، جميعها تواريخ سجلت أكبر ثورات بركانية هزت العالم جراء غضب الطبيعة الأم، لكن قد يكون أسوأها بركان بيناتوبو الفلبين ١٩٩١ الذي صاحبه اعصار ردم القرية بأكملها تحت الرماد، كأنه يعيد حادثة بومبي التاريخية التي مات جميع سكانها اثر ثورة البركان التي لم تسمح لأحد بالنجاة، و لم يتبقى من المدينة سوى آثار أنقاضها التي يزورها الناس في الألفية الثانية.
ظل شعب الآنتيس الفلبيني يترقب ثورة البركان أيامًا خيم عليها الرعب و القلق، فجميع المؤشرات تنوه عن وقوع كارثة عظيمة ستحرق الأخضر و اليابس، فوهة البركان في غليانٍ مستمر، زلازل نشطة و أبخرة تتصاعد معلنة عن إنفجار رهيب آتٍ لا محالة لكن أجله غير معلوم، مما اضطر السلطات الفلبينية إلى الإستعانة بعلماء جيولوجيا من الولايات المتحدة، كانت لعبة حظ العلم ضد الطبيعة، إما أن يقوموا بإخلاء السكان مبكرًا أو يأجلوا العملية حتى يفقد الكثير حياتهم، فقد كان البركان يقامر بكل توقعات العلماء حتى حلت الكارثة مصاحبة بإعصار حول القرية الخضراء إلى مدينة أشباح.
هكذا هو الوضع في الشرق الأوسط حاليًا، المنطقة تغلي فوق صفيحٍ ساخن، و محاولات السلام لتهدئة الوضع تمشي حافية على جسورٍ من دخان، قطر مستمرة في تمويل الإرهاب رغم العقوبات المفروضة عليها و رغم مئات الإنذارات التي وجهت إليها من دول مجلس التعاون و إيران من جهة أخرى تمارس الآعيبها على ثمانية أذرع للإرهاب متغلغلة في المنطقة لها أكثر من مليون متابع.
و في خضم جميع ماسبق، مازالت السعودية تبحث عن حلٍ هادئ لا يصعد الموقف، لكن الرياح دائمًا تأتي بما لا تشتهي السفن، فالهجوم على ناقلات النفط االسعودية لابد أن يثير القلق في أي وقت. و قد تزامنت الحادثة مع التراشق بالكلام والتهديد والوعيد بين إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وإيران. وهو ما قد يؤدي إلى انزلاق خطير في المنطقة.
هل انعدمت الرؤيا و فقد الجميع البصيرة..؟؟ أم أن دعاة السلام أصبحوا رموزًا حكى عنها التاريخ يومًا..!! أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحمي بلادي و جميع بلاد المسلمين، و يديم علينا نعمة الأمن و الآمان تحت ظل سلمان الحزم و ابن سلمان
بقلم : غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com