أعتذر مسبقاً للقراء الذين يرون أنني أضيع وقتهم في مواضيع مستهلكة ، للقراء الذين سيضيعون وقتهم بكتابة ” داعرة ” تعليقاً على المقال
أعتذر للقراء الذين سأزعج همومهم
انشغالهم الدائم بقضايا العالم ، إفلاساته وحروبه
ففي حين يتوجع العالم اليوم من مشاكله العويصة وجراحه التي تنزف
هذه ذواتنا التي تنزف ، اختياراتنا التي تُستنزَف
حياتنا التي كانت دائماً الخيار الثاني
الخطة ” ب ” حين لا تُجدي كل حقن التخدير
محصورون دوماً بمشيئة الفقهاء ، إن تقادم عهدهم حرموا تعليم المرأة وعملها ، بل وخروجها من منزلها أصلاً
سجن مؤبد بضريبة تاء التأنيث
وإن تقدّم عهدهم ، سمحوا وتنازلوا
بل وصل الحال ببعضهم إلى أن يخرسوها بتأليف مجلدات كاملة تقضي بأن صوتها عورة
أي عالم هذا الذي يصبح فيه صوت الإنسان عورة؟
وأياً كان هذا الذي خطط لمشروع ” تدجين المرأة ” فقد نجح فيه نجاحاً باهراً
في السابق مثلاً كانت المرأة تُدجن بالعنف والقوة ، وكانت تجد أحياناً طريقة للهرب
أما اليوم فهي تدجن بطريقة أكثر حضارية تجعلها تدخل الحظيرة طائعةً وتغلق الباب من ورائها بل وتدافع عن هذا النظام الحظيري بحمية المحاربين ومن يذود عن وطن !
مع أن الوطن يا سادة لن ينهض بالتدجين ، هذا الإقصاء الدائم والمتعنّت للمرأة لن يكلف الوطن إلا مزيداً من الخسارات ، إن تعطيل نصف المجتمع يعني التخلي عن عقول مفعمة رُكنت بضريبة الجنس ، لو أن أمريكا لم تتخلى عن التمييز العنصري بين البيض والسود لما تشدقت اليوم بحقوق الإنسان واتخذت من ذلك حجة لتقتحم أراضينا
أودّ أن أشير أيضاً إلى المرأة الواعية
الرافضة وسط كل هذا القبول
المختلفة وسط كل هذا التشابه
المرأة التي حوربت لأنها قالت لا
مالحق بك من أذى وصمة عار على جبيننا كلنا
ندبة في وجه الإنسانية
موضوع المرأة لم ولن يكون مستهلكاً مادامت الانتهاكات بحق المرأة مستمرة ، صمتكم على كل هذه الانتهاكات – أيها السادة – هو المستهلك .!
الكاتبة منال الحربي
This site is protected by wp-copyrightpro.com