على أعتاب ابواب لجان الامتحان النهائي للثانوية العامة والبيوت المصرية تكتم أنفاسها ترقبا لما تسفر عنه التجربة الجديدة التى يخوضها أبناؤنا فى المرحلة الثانوية هذا العام والتى بدأت منذ ثلاث سنوات وهى تجربة “التابلت ” لايسعنى إلا الإنتظار معهم ولكن ما أراه ليس مبشرا على الإطلاق وكم لى من انتقادات على هذه التجربة الجديدة . وللإنصاف لا يستطيع أحد وأنا منهم أن نقول أن نظام التعليم قبل هذه التجربة كان على مايرام بل كان به الكثير والكثير من الثغرات التى اثرت على درجة تحصيل الطااب للعلوم وظلمت كثيرا فى تقييم الفكر والفهم وأصبح الحفظ هو المؤشر لتقييم العقول وهوكارت القبول فى تنسيق الجامعات بدرجاتها المختلفة . ولا شك أن أولها كان مافيا الدروس الخصوصية التى أجهدت البيت المصرى وجعلته يصرخ تحت سياط الدين والعوز . وبالفعل كان من الواجب أن تحل المشكلة بتطوير كبير فى نظام التعليم . وانتبه المسؤولون مشكورين لذلك وبدأ التوجيه للتغيير وتم الإعلان عن نظام التعليم الجديد نظام* التابلت *واستبشر الشعب خيرا ولكن كان التنفيذ مخيبا الآمال حين تم تفعيل ذلك الأمر بطريقة أسرع من طاقة الطالب و المدرس والمدرسة وولى الأمر كذلك . فاستخدام نظام التابلت مع سوء خدمات الإنترنت . ونظام الامتحان على طريقة الكتاب المفتوح دون تدريب كافى للمدرس أو الطالب على ذلك كان فيه كل الظلم للجميع ..فماكان من الطالب والمدرس إلا أن استمرا على النظام القديم لأنه الأفضل لديهما ولأن الخبرة والتواصل بينهم أفضل على هذا النظام …ثم تأتى المفاجأة بامتحان لايعرفه الطالب ولا يفهمه المدرس ولا يعقله الخبير … ناهيك عن سقوط السيستم والتلاعب بأعصاب الطلبة واستبدال الامتحان الالكترونى بالورقى لبعض الطلبة دون غيرهم لعقبات فى بعض الأجهزة ..ثم تأتى المفاجأة الأكبر على الإطلاق وهى نتائج التقييم التى لاتعبر عن مستوى الطالب إما بالنقص أو الزيادة حتى زهد كثير من الطلاب الاجتهاد وفقد آخرون الأمل فى عدل التقييم . وسئم البقية المحاولة وتملك منهم اليأس ووقفوا فى انتظار ماتخبىء الأيام لهم من آلام فشل أو إهمال . وبصراحة تشوبها المراة والحرقة لقد ضاع جيل كامل بين اليأس والعجز يتجرع مرارة الترقب حينا وتجاهل الانتظار حينا آخر …لماذا ?.. لأن الخطوات اللازمة للتطوير كان لابد أن تكون أكثر ترويا ..كان لابد ان تتم الخطوة بعدتمام دراسة وتنفيذ ثم يبدأ التنفيذ للخطوة التالية .. فعلى سبيل المثال كان لابد أن تبدأ بتدريب المدرسين فى بعض المدارس ويكون لهم مواصفات خاصة تتفق مع التطوير المقترح .. ويتم كذلك اختيار مدارس محدودة لتنفيذ هذا التطوير الجديد . ذلك للتجربة العملية لتقليل الخسائر وضمان كفاية الإمكانيات ولا نتناسى وجوب إتمام برقابة دقيقة فى كل الخطوات وشفافية وعدل للتقييم ..ومن ثم يعدل العوج ويصلح الخلل ويكتمل التقويم والتطوير …فإذا نجحت التجربة تم التوسع بمضاعفة العدد … وشيئا فشيئا تعمم التجربة وبالفعل يتم حل مشكلة الثانوية العامة وتنتهى أزمة الدروس الخصوصية إلى الأبد ..ونرفع جميعا التحية لمن طور ونفذ وانقذ أجيالا تلو أجيال . ولكن ان تعمم التجربة دون كفاية الامكانيات .دون كفاءة التدريب .دون كفو تهيئة الطلاب كما حدث فهذا ظلم وخطأ دفع ثمنه جيل كامل ولكن لازال الوقت متاحا وما لايدرك كله لا يترك كله فهل من تدارك لأخطاء دفع ثمنها جيل لا ذنب له إلا أنه وقع ضحية حسن نية وسعى إلى هدف سامى ولكن الثغرة كانت فى سوء التخطيط…الذى وجب الإعتراف به ليتم تداركه بعد ذلك حتى ننقذ الجيل القادم …بل الأجيال القادمة
بقلم د.ضحى بركات
This site is protected by wp-copyrightpro.com