Latest News
الجسد يسمع مايقوله العقل
14 ديسمبر 2025
0
1188

د. نواف مستور المذاهبي

لم يعد الطب الحديث يركز فقط على تشخيص المرض ووصف العلاج، بل بات أكثر وعيًا بأهمية الحالة النفسية للمريض، ودورها في الاستجابة العلاجية وجودة الحياة. فقبل أن يبدأ العلاج الدوائي، تبدأ رحلة أخرى صامتة داخل عقل المريض ونفسيته، رحلة لا تقل أهمية عن أي إجراء طبي.

في غرف الانتظار، لا يجلس المرض وحده؛
يجلس معه الخوف، والقلق، والأسئلة الصامتة، وأحيانًا اليأس.
وهنا يظهر دور لا يُكتب في الوصفات الطبية، لكنه حاضر بقوة في مسار التعافي: دور التفكير.

الإيجابية لاتعني إنكار الألم، ولا تجاهل المرض، ولا التظاهر بالقوة الزائفة، بل هو حالة وعي واقعية، تقف فيها النفس ثابتة وتقول:
نعم، أنا مريض… لكني لست مهزومًا.

حين يتعاون العقل مع الطب

ينظر الطب الحديث إلى الإنسان كمنظومة متكاملة، يتداخل فيها العقل والنفس والجسد في حوار مستمر، قد يكون صامتًا لكنه مؤثر. فعندما يسيطر الخوف، ينهك الجسد، وعندما يطول القلق، تضعف المناعة، وعندما يستسلم الإنسان داخليًا، يتعب العلاج قبل أن يبدأ.

في المقابل، يسهم التفكير الواعي في:
تخفيف التوتر النفسي و تهدئة الجهاز العصبي وكذلك دعم استجابة الجسم للعلاج ومنح المريض طاقة الاستمرار

وذلك ليس لأنه “يفكّر بإيجابية فقط”، بل لأنه يتعامل مع واقعه بسلام، ويقبل مرضه دون أن يسمح له بالسيطرة على حياته.

نختم ونقول :

التفكير الإيجابي ليس شعارًا عاطفيًا، ولا بديلاً عن الطب، لكنه عنصر داعم يُسهم في تحسين تجربة المريض مع المرض والعلاج. فحين يهدأ الفكر، وتطمئن النفس، يصبح الجسد أكثر قدرة على التكيّف، وتتحول رحلة العلاج من عبء ثقيل إلى مسار أكثر وعيًا واتزانًا.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com