أحببت بمقالي هذا أن ابتعد عن المألوف والتفكير خارج الصندوق بعيدا عن الأمور الفنية لكرة القدم او عن المشاكل المادية أو الإدارية في الأندية او عن الحديث عن سجل بطولاتها حيث اخترت الكتابة عن جمهور كرة القدم والتي تعتبر الداعم الأول للأندية الرياضية واعتقد بأن أي شخص يعمل بالمجال الرياضي سواء كاللاعب او اداري او اعلامي كانت بدايته مع كرة القدم عبر المدرجات حيث الاستعدادات المبكرة بالحضور قبل وقت كبير من وقت اللقاء من اجل ضمان مقعد او الابتعاد عن الوقوع بازدحام الشوارع وتنظيمات الدخول الي الملعب والجميل ما قرر به الاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا ” تخصيص جزء من حفله السنوي من أجل منح جائزة مخصصة للجماهير تحت عنوان ” الجمهور الأفضل ” ، فإنه اعتراف واضح بكون الجماهير محورًا أساسيًا تدور حوله كرة القدم ، وأن تقدير دور المشجع لا يقل أهميةً عن تقدير دور اللاعب أو المدرب ، ومن هذا المنطلق أحببت أن اكتب عن جمهور كرة القدم الداعم الأول والحلقة الأضعف حيث لا يستطيع أي نادي تحقيق انتصاراته دون دعم جماهيره ولا يكون للقاءات كرة القدم أي طعم او جمال دون وجود وامتلاء المدرجات بالجماهير فهي رونق الجمال ولكل مشجع قصة بالانتماء لناديه فالبعض منهم ورغم الحالة المادية الصعبة التي يعاني منها يجمع المال من أجل الحضور ودعم ناديه والبعض يذرف دموع الفرح والحزن الغالية عند تحقيق ناديه للانتصارات أو عند الخسارة وكذلك البعض يضحي بوقته ، وعمله ، وبصحته وقوته وكل ما يملك من أجل ان يساند ويؤازر فريقه باختصار وجود الجماهير يُعد من أساسيات وركائز اللعبة منذ تأسيسها لأكثر من مئة عام ، ولكن للأسف رغم كل ما تقدمه الجماهير لأنديتها بالمساندة الى انها تظل الحلقة الأضعف حيث هناك العديد من الأمور والنقاط التي يجب أن توفرها الأندية والاتحادات الرياضية وكذلك الاعلام الذي يعتبر سلطة مؤثرة على الجماهير حيث وكما تعودنا على اللحظات الجميلة والتشجيع الراقي في كرة القدم ، الا ان التاريخ سجل في صفحاته بعض الاحداث المؤسفة كانت سبب لوقوع العديد من الاحداث المحزنة عبر التاريخ والذي كان الجمهور سببها مثل : حادثة أستاد هيسيل ببلجيكا والتي تم تسميتها بحادثة اليوم المشئوم عام 1985م ، وأيضا حادثة هيلزبوروه في إنجلترا والتي توفي فيها نحو 96 شخصاً في استاد هيلزبوروه الخاص بنادي شيفيلد وينيزدي الإنجليزي عام 1989 في كارثة أعدتها الوسائل الإعلام البريطانية بـ«الأسوأ في تاريخ كرة القدم البريطانية» ، وكذلك حادثة الشغب التي حدثت بتصفيات كاس العالم 2010م بين المنتخب المصري والجزائري في ام درمان بالسودان والذي سببت 10 سنوات من التوتر المخيم على العلاقات بين الجماهير المصرية ونظيرتها الجزائرية كل هذه الاحداث من الممكن ان نوقفها في الملاعب حيث لكل داء دواء ، يجب في البداية أن يعلم مشجع كرة القدم بان اللعبة وجدت من اجل الترفيه عن النفس والتنافس الشريف حيث نشاهد اللاعبين بعد نهاية اللقاءات بتبادل الاطقم والابتسامة المتبادلة دون وجود أي شحنة أو ضغط نفسي وكما يجب أن يكون هناك تنسيق بين وزارات التعليم والاتحادات الرياضية على أن يكون هناك برامج توعويه أو إضافة منهج تعليمي في المراحل الدراسية يوضح مفهوم الرياضة والتنافس الشريف وكيفية الدعم الإيجابي دون وجود اضرار صحية او نفسية أو مادية كذلك بالمحافظة على المنشئات الرياضية التي في بعض الأوقات تتعرض للتخريب من قبل الجماهير ، ومن ضمن المقترحات الإيجابية والتي آمل من الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا العمل به هو إنشاء ((منظومة إدارية خاصة بالجماهير)) يكون هدفها العمل على تطوير التشجيع الرياضي بعيدا عن التعصب وكذلك إيجاد نقطة تواصل بين هذه المنظومة والاتحادات الرياضية التي تحت مظلة الفيفا حيث يكون هناك في كل اتحاد رياضي منظومة خاصة بالجماهير بمتابعة واختيار المشرفين عليها من قبل الفيفا من أجل التواصل مع الأندية لتسهيل مهمة الجماهير بالحضور الى المباريات والخروج منها دون اضرار والاستماع الي شكاويهم واقتراحاتهم مع منح فئة ذو الاحتياجات الخاصة عدد مقاعد اكبر حول الملاعب وتوفير مداخل ومخارج سهلة لهم تساعدهم بالحضور ومساندة انديتهم دون أي عوائق كذلك وضع ميزانية سنوية وان يكون دخلها من الحضور الجماهيري للمباريات شريطة أن تدخل هذه الإيرادات في حسابات المنظمة الخاصة بالجماهير في كل اتحاد رياضي حيث يتم عمل مسح عن أوضاع الجماهير التي أوضاعها المادية صعبة ورغم ذلك تحضر لمساندة انديتها او عن الأشخاص التي كانت كرة القدم سبب في تدهور حالتهم الصحية بسبب الضغط النفسي خلال المباريات ومن ثم يقدم لهم الدعم من هذه الإيرادات بالتنسيق مع إدارات الأندية بالاختيار ، ومن ضمن الاقتراحات أيضا بأن يكون هناك مساحة للجماهير من أجل إبدا الراي والتحدث بشفافية مع المسئولين بإدارات الأندية من اجل تحقيق الأهداف المشتركة وذلك عن طريق عمل مجلس جماهير رسمي لكل نادي ويتم من خلاله توجيه اراء الجماهير الى الإدارة بدلا من أن لا تجد الجماهير متنفس للحديث عن واقع انديتها الى عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ، ولا بد في نهاية كل موسم أن يكون هناك تقييم واختيار من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا لأفضل منظمة جماهيرية للاتحادات الرياضية التي تحت مظلتها والتي استطاعت أن ترتقي بتثقيف الجماهير وحثهم على مساندة انديتهم وتخفيض تكاليف تذاكر اللقاءات لهم وتسهيل مهمتهم بالحضور الى الملاعب ومساعدة الحالات الإنسانية بصورة كبيرة ويكون هذا الاختيار بناءا على عدة نقاط تحددها الفيفا بما تراه مناسبا وبمصلحة الجماهير ، وقد يكون هناك العديد من الأفكار والمبادرات التي من الممكن ان نقدمها لان يكون جماهير كرة القدم ((العنصر الداعم والحلقة الأقوى)) بدلا من أن يكون الحلقة الأضعف ! .
باسم الحربي
مدير القسم الرياضي
This site is protected by wp-copyrightpro.com