أول أيام الشتاء الوداع ذاته ..
على اسم طفلي أقمتُ الصلاه لله أودِعُهُ .. أودعتُهُ لعِناقِ أخِرةٍ مؤجله .
كيف لإمٌ أن تبقى خالِده طوال عُمرِها بِجِوار مقبره
مقبرةً دُفِنت في قاع قلب يُنبِشُها المطر مِراراً وتفوح مِنها الذِكرى لكِنها لا تموت .
الوجه الغائِب عن أُمٍ ضّلت عيناها تحرُس موطئ قدميه بالطرقات ..وكل الطرقات التي خطى خطواتِه بها كانت من الممكن أن تعود به، لكِنها كانت طرقات تدُّل النهاية.
فكرة الفقدان مُرّه، فكرة إنعِدام رؤيتك قاسيه مهما حاولت المسير لن أجدك.
أصحو أنا لكِنك نائِمًا انت في قلبي، نمت وتركتَ بداخلي كومةً من الحنين يملئُني طوال عُمّري .
عُمّر أُمٍ يتساقط ورقةً ورقه، خريفاً تلو خريف ولا ربيع يأتي، وأن العُمّر خديعةً كُبرى لا يمد لي يد العون للنهوض إنهُ يتقدم وحسب .
عتمت السمّا .. وخطفتك .
– مثل الملاك ملامحك، بلمس إيديك الناعمين .
“ضمّيتك بحرقة “.
بعد ما شفتك ضمّيتك .. لإنو كانت أخر مره بقدر ضمّك فيها .. وياريت في لو قدرت ضمّك أكثر .
والأن بعد سنه من إفلات الأصابِع ما عدت أُميّز الفقد، وشوقي لرؤياك أهم الأحلام التي سأراها.
إلتفت الطِّفل بِضحكة كي يترك شيئًا لا يُغادُرني..
” إبتكر وداعاً غادر فيهِ وهو يضحك ”
٢٥ . أكتوبر . ٢٠١٨
النهاية .
بقلم : سارة فيصل
This site is protected by wp-copyrightpro.com