Latest News
الذكاء الاصطناعي وثورة توليد الفيديوهات: المحتوى المرئي يدخل عصرًا جديدًا
23 مايو 2025
0
34551

سلطان سعيد – ش ا س 

شهد العالم منذ سنوات قفزة تكنولوجية هائلة يقودها الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة أبرزها قدرة الآلات على توليد محتوى مرئي بشكل ذاتي بالكامل دون تدخل بشري مباشر ومن بين أكثر هذه التطبيقات إثارة للدهشة هو توليد الفيديوهات حيث أصبح بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي تحويل نصوص مكتوبة أو صور ثابتة إلى مقاطع فيديو متكاملة تحتوي على شخصيات متحركة ومؤثرات صوتية ومرئية وإضاءة واقعية وكل ذلك يتم عبر خوارزميات معقدة تقوم بفهم وتحليل المعلومات ثم ترجمتها إلى محتوى بصري نابض بالحياة ومن أبرز المنصات التي تقود هذا المجال حالياً منصة سورا التي طورتها شركة أوبن إيه آي والتي تتيح للمستخدم كتابة مشهد معين ليقوم النظام بإنشاء فيديو عالي الجودة بناء على هذا الوصف دون الحاجة لأي أدوات تصوير أو إخراج تقليدي وهناك أيضاً منصات مثل رنواي وجن تو وبيكا لابز التي توفر أدوات مرنة لصناع المحتوى والشركات لتحويل أفكارهم إلى مقاطع مرئية خلال دقائق قليلة.

ويتم استخدام هذه التقنية حالياً في العديد من القطاعات حيث تعتمدها شركات التعليم لإعداد دروس رقمية تفاعلية تعتمد على محاكاة سيناريوهات واقعية يمكن للطلاب مشاهدتها بدلاً من قراءتها في الكتب وفي الإعلام أصبح بالإمكان إنتاج تقارير إخبارية مدعومة بمقاطع مصورة تم توليدها آلياً توضح الأحداث الجارية خاصة تلك التي يصعب تصويرها ميدانياً أما في مجال التسويق فقد أتاح الذكاء الاصطناعي إمكانية إنشاء إعلانات موجهة بشكل دقيق ومخصص لكل فئة من الجمهور بناء على اهتماماتهم وسلوكهم الرقمي كما تستخدم شركات الإنتاج الفني هذه التقنية لصناعة أفلام قصيرة ومقاطع رسوم متحركة بجودة عالية وبتكلفة منخفضة مما فتح الباب أمام صناع محتوى مستقلين لا يملكون ميزانيات ضخمة.

ومع كل هذه الفوائد تبرز تحديات جدية تتعلق بالمصداقية والأخلاقيات إذ أن تقنية التزييف العميق باتت تستخدم في إنشاء مقاطع تبدو حقيقية لكنها في الواقع مفبركة بشكل كامل مما يطرح أسئلة عميقة حول مستقبل الثقة في المحتوى الرقمي وتدعو العديد من المؤسسات الدولية إلى ضرورة تطوير تشريعات تواكب هذا التطور لضمان عدم استغلال هذه التقنية في التلاعب بالرأي العام أو التشهير أو نشر الأكاذيب.

ويرى الخبراء أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في إنتاج الفيديو لا يعني نهاية دور الإنسان بل العكس إذ ستنتقل مهمة الإنسان من الإنتاج التقني إلى الإبداع الفكري حيث يركز الإنسان على كتابة الأفكار وتحديد الرسائل بينما تقوم الآلة بتنفيذ الجانب الفني وهذا ما يجعل من هذه التقنية أداة دعم قوية للمبدعين بدلاً من كونها بديلاً لهم ومع توسع هذه الأدوات وازدياد انتشارها يظل التحدي الحقيقي هو في كيفية توجيه استخدامها نحو بناء محتوى هادف وآمن ومسؤول يخدم المجتمعات ويواكب تطلعاتها في العصر الرقمي.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com