الزلازل والكوارث دعوة عملية للاعتبار
11 فبراير 2023
0
29205

 

د.  ميرفت امبابي

إن الإسلام هو دين الإنسانية بكل معانيها فقد حث على دعمها ووجه إلى رعايتها ومن هذه المعاني المشرقة والصور النبيلة إغاثة المنكوبين والمتضررين من الزلازل والكوارث الطبيعية والوقوف إلى جانبهم والتخفيف عن كاهلهم وقد دعا إلى ذلك رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل الأمة كلها في مثل هذه الأحوال على قلب رجل واحد وتحيا بجسد واحد حيث يقول صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر فهذا هو شأن المسلم في وقت الأزمات والطوارئ لاسيما الزلازل والكوارث الطبيعية التى تقضي على العمران وتخلف وراءها المنكوبين والمتضررين ممن مات جرائها أو فقد مسكنه أو فقد أهله وماله ووما هو جدير بالذكر أن هذه الزلازل والكوارث الطبيعية إنما هى صورة من صور الابتلاء من الله تعالى لخلقه قال عز وجل ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ولا شك أن هذا البلاء يحتاج إلى صبر واحتساب وتوبة وإنابة له سبحانه وليس شأنها كما يظن البعض أنها من باب العقوبات ومن جانب آخر فإن التعاون الإيجابي بين الدول في مثل هذه المحن يعد دافعاً قويا لتقارب الشعوب وتآلفها وكونها على قلب رجل واحد على أرض الواقع عمليا يشعر المصاب والمنكوب بإخوانه من حوله في شتى بقاع الأرض وكأنهم يسكنون إلى جواره وأخيراً فإن هذه الزلازل والكوارث الطبيعية تعد دعوة عملية للاعتبار والاتعاظ بها فهى من الآيات الكونية التي تشهد بطلاقة القدرة الإلهية وتدعو للعظة والاعتبار لا الغفلة والإعراض


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com