عبارة “انتبه السائق تحت التدريب” تُعد مخالفة مرورية صريحة يرتكبها بعض المواطنين والمقيمين بإلصاقها على المركبات العائلية، والغرض منها تنبيه الآخرين بأن السائق جديد على هذه المهنة، وإن كان حاصل على رخصة قيادة معتمدة، وربما البعض يلتمس العذر لمن يضع هذه العبارة، فهو وبتعبير آخر يسعى لسلامة أسرته، والحفاظ على ممتلكاته، لأننا ابتلينا بفوضى خلاقة في طرقاتنا من بعض المتهورين ممن لا يتقيد بأنظمة المرور، وغير مباليين بسلامة الآخرين، هذا إذا ما وضعنا في عين الاعتبار بأن السعودية من المراكز المتقدمة عالمياً في عدد حوداث الطرق بسبب الإفراط في السرعة، وقيادة غير المؤهلين من العمالة وبعض الفئات العمرية، ناهيك عن استخدام المركبات في التفحيط أو ما يعرف بإرهاب الشوارع.
كل ذلك لن يُعفى ربُ الأسرة من المسؤولية، بأن يضع فلذة كبده، والأمانة التي أُوكلت إليه تحت رحمة سائق لا يدرك معنى مبادئ القيادة العامة فضلا عن القيادة الوقائية، وللأسف نستقدم سائقين غير مؤهلين، ربما كان حلم أحدهم أن يكون راكباُ في المقعد الخلفي لمركبة هو قائدها اليوم ..! فأي إجرام نقترفه في حق أنفسنا؟! وأي بلاءٍ وعواقب وخيمة نجرها إلى أسرنا ؟!
هل يعتقد من يضع عبارة بأن “السائق تحت التدريب” سوف تحقق له سلامة أسرته أو تدفع عنه بلاء ينتظره؟ وماذا عن سلامة الآخرين إن كان في قناعته الذاتية بأن السائق غير كفؤ للقيادة وغير جدير بالثقة؟!
فمن هذا المنبر أوجه دعوة لكل ربُ أسرة ولكل سيدة أعمال ولكل فرد بحاجة لسائق التأكد بأن السائق يُدرك معنى القيادة الوقائية ، ولديه المقدرة بأن يتفادى الحوادث مهما كانت ممارسات الآخرين على الطريق سيئة، وأن يكون السائق دوماً مستعداً للتعامل مع الأحداث المفاجئة، ويستوجب علينا كذلك التأكد من سلامة المركبة قبل استخدامها، مع التقيد بأنظمة المرور، قبل أن نستفيق على كوارث وفواجع يكون ضحيتها أعز ما نملك في هذه الحياة. راجياً السلامة للجميع.
أنور عبدالرحمن الأحمدي
This site is protected by wp-copyrightpro.com