لنتابع حديثنا الشيق عن الصداقة وأنها جزء هام في حياة الإنسان وهي ليست رفاهية بقدر ماهي ضرورية ومهمة لسلامته العقلية وصحته الجسدية والنفسية.
إن افتقادك لوجود صديق حقيقي في حياتك لايؤثرعلى سعادتك فحسب, بل بإمكانه أن يضعف مناعة جسمك! نعم هذا ما أظهرته نتائج دراسة قامت بها العالمة سارة بريسمان وزملاؤها عام 2005, أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة بإمكانها أن تضعف مناعة الجسم!
وجاء في نتائج تقرير لدراسة بدورية Bmj ارتباط أوجه القصور في العلاقات الاجتماعية بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بحوالي 30٪.
إنه لأمر مخيف حتماً ولكن مايهمنا الآن هو معرفة ماهي السلوكيات الواجب توافرها في الصداقة لكي تزدهر وتساهم في سعادتنا, وفقاً لما توصلت له عالمة النفس ديبرا أوزوالد, هناك أربع سلوكيات أساسية للحفاظ على قوة هذه العلاقة وجني ثمارها, ولاتختلف هذه السلوكيات سواء كان عمرك 17 أو 70!
أولاها الكشف عن الذات حيث يكون بإمكانك التحدث بأريحية عن كل شيء بحياتك! ثانيها:وجود الدعم والتقبل غير المشروط. ثالثاً: أن يكون هناك تواصل دائم بأي شكل من الأشكال! وأخيراً أن تكون العلاقة إيجابية! وكيف يكون ذلك؟ إن طبيعة الصداقة تتطلب التنفيس والتفريغ عن الحمولة النفسية ولايعني ذلك أن يؤدي إلى شعور سلبي غير جيد! فلابد أن يكون هناك شعور بالإيجابية والراحة بعد التنفيس.
وكما تقول عالمة النفس جانيس جلاسر:الصداقة الجيدة هي أفضل مضاد للاكتئاب.
أما ولقد سبق العلماء بسنين عديدة،نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث ورد عنه:(خيرُ الأصحابِ عند اللهِ خيرُهم لصاحبِه) هنا بيان لأهمية طبيعة الصداقة في الخيرية!
وللأسف باتت الصداقة مهمشة في وقتنا الحالي، وانشغل الغالبية بمواقع التواصل الاجتماعي والأصدقاء الافتراضيين، الذين لم ولن يغنوا عن وجود صديق حقيقي تجالسه ويجالسك، ولايكفي إرسال رسائل نصية أو وتسابية فهي لاتُسمن ولاتغني من جوع, برغم شعورهم بالوحدة الذي ينكرونه, حتى وهم بين ذويهم وزملائهم، ولكنهم يتناسون أو ربما يجهَلون أن شعورهم هذا ينبع من افتقادهم لوجود صديق حقيقي يكون بمثابة الملاذ الآمن لهم من متاعب الحياة..
بقلم : سعدية القعيطي
مستشار نفسي وأسري
This site is protected by wp-copyrightpro.com