ش ا س -تحقيق _ مريم مجلي
لغة مميتة تجسدت الكثير من الأزواج في زمن السوشيال ميديا ، أزالت الصداقة ..الحب..التفاهم ..الحوار..المودة.. لغة كسرت القلوب ..شتت كثير من الأسر ..حنطت أرواحهم ومشاعرهم .. لغة ” الصمت بين الزوجين ” .
قالت أ. مشاعر كلنتن مستشارة أسرية نفسية وزوجية هناك أزواج تربطهم علاقة حب ، بعد مرور سنوات من زواجهم ينتابهم الصمت ،ويصبحا لا يتصلان معا بالحديث، ولا يرغبان في الاحتكاك فيما بينهما. من هنا تبدأ المخاطر الصحية النفسية خاصة لدى الزوجات، لأنها تشعر باليأس والضغط النفسي والشعور بعدم الاهتمام ، وقد تسود عليها أفكار سلبية اتجاه زوجها واتجاه علاقتهم الزوجية، والأغلب يلجأن إلى الانفصال بحكم عدم التوافق والتواصل بين الطرف الآخر.
وبينت أ.مشاعر أن أبرز أسباب الصمت بين الزوجين: فشل الحوار بين الطرفين كالبدء بالدفاع أو الانتقاد بعبارات تؤذي التواصل والحوار منها : ( أنت دائما الغلطان ، أنت دائما المسئول عن الغلط ، أنا دائما أقدم وأعمل وأعتذر وأنت لا تشعر ..)
وأضافت إن من أسباب الصمت غياب التعبير والكلمات العاطفية رغم أهميتها للطرفين وخاصة للزوجة ، وللأسف مع مرور الوقت يترك بعض الأزواج الكلمات والتعبيرات العاطفية ويرى أنها ليست من أولوياته فينتج الفتور العاطفي بينهما.
كما بينت إن فتح الحوار المتكرر والممل وكثرة متطلبات واحتياجات الزوجة منزلياً ، أو عائلياً ، أو سرد المشاكل الأسرية، أو مشاكل الأقارب أو الأولاد ، تشعر الزوج بالممل، وعدم رغبته في الاستماع إلى زوجته، ولذلك يلجأ أغلب الأزواج إلى الدخول في قوقعته ككثرة خروجه مع الأصدقاء أو انسجامه لفترات طويلة أمام الجوال أو أمام التلفاز وبتالي تشعر الزوجة بأنه مقصر معها في تبادل الحوارات و الإنصات إليها.
قالت د.وفاء أبوهادي مستشارة إعلامية وكاتبة إن الصمت بين الزوجين هو بداية دخول حياتهما بسجن مظلم ،وانحدار للألفة والمشاعر لهاوية النهاية ،وموت بطيء للأسرة بشكل كامل .
فعندما تبدأ بوادر الصمت بينهما يحل ذاك الشبح المخيف من تفكك العلاقة وانشراخ السلام العائلي ليس بين الزوجين فقط بل يمتد ليصل إلى الأبناء الذي بدورهم يلاحظوا ذاك البرود الذي حل في هذه الأسرة فأصبح كل شيء لا لون له ولا طعم .
وأكدت أن أسبابه عدم تحمل الزوجين لتغير مزاجيات كلاً منهما فلا يجعل مساحة للطرف الآخر للفضفضة بحرية بكل سلبيات وإيجابيات الحوار.
إضافة إلى سرقة الأجهزة الذكية والسوشيال ميديا كلاً منهما وانسيابه في هذا المنحدر مما يجعل الصمت يدب قليلا قليلاً حتى يتمكن منهما وبالتالي يجدا في هذا العالم الافتراضي من يبوحا له ويحل مشكلة الصمت .
وبينت أن تفاقم المشاكل الصغيرة إلى مستوى أكبر من حجمها من خلال سلبيات الحوار بين الزوجين وتصميم كلاً منهما أنه على حق ووجهة نظره هي الصواب ، وأكدت أن وجود التمرد والإصرار على تقبل الطرف الآخر لوجهة معارضه . غافلين أن مثل هذه التصعدات في الأمور هي من تجعل كلاً منهما حذر من فتح أي مجال للنقاش فيفتح باب الصمت بينهما الذي يقطع أسباب المودة والحياة الأسرية السليمة .
ذكرت الكاتبة والأديبة أ إيمان نوح إن السبب الرئيسي من وجهة نظرها للصمت بين الزوجين هو ارتباط الزوجين الذي لم يكن بدافع الحب والاستقرار بل من أجل مصالح مشتركة ، قد تختلف جوانبها من شخص لآخر. ، إضافة إلى الزواج التقليدي الذي يجبر بعض القبائل للتماشي مع العادات والتقاليد في تزويج فتياتهم بشخصيات تفيد مجتمعهم فينتج عنه انعدام روح التحاور والتواصل بين الزوجين .
وذكرت أن هناك أسباب نفسيه. قد يقع فيها الزوجين بسبب اكتشاف عدم التوافق وعدم الملائمة والتكافؤ بين الزوجين ، ظناً منهم بأن الموضوع في غاية السهولة .
كما بينت أن انخراط الزوج بمهام العمل خارج المنزل يخلق منه شخصا صامتا وبالتالي قد يواجه صعوبة في فهم زوجته. أو العكس ، قد تجد الزوجة منهمكة في عملها خارج المنزل لتصبح زوجة لا تجد متسعاً من الوقت للفصح والتحاور ، ربما يتبلور ليصل إلتزام الصمت لسنوات عديدة من الزواج. فينتج نوع من التبلد الحسي والعاطفي جراء انشغال كل فرد في العائلة بنفسه ، وغالباً ما نجد مثل هذه الحالات تتعرض للخيانة من أحد الطرفين. ، نظراً لانعدام روح التواصل.
أكد الأستاذ يوسف الحمادي :أن السبب الرئيسي للصمت بين الزوجين هو إدمانهما على السوشيال ميديا ” التلفاز، الواتس آب ، سنا بشات ”
بينما قال أ. صالح سالم : السبب الرئيسي هو عدم وجود توافق فكري بين الزوجين .. فيصل الزوجان لمرحلة القناعة أن لا أحد منهم يفهم الآخر.
ذكرت أ.سعيدة المالكي أن سبب الصمت التعب والقلق الخارجي،وعدم وجود توافق فكري بين الزوجين، كثره الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي، الاعتقاد الخاطئ بأن الأفعال تغني عن الأقوال فالبعض يرى أن الأفعال أفضل من الحوار والنقاش، عدم اختيار الوقت والمكان المناسب.
قالت أ. أميرة الغامدي :إن الأسباب تختلف باختلاف الأشخاص ومدى علاقة الزوجين ،وعدم وجود حب بينهما، كذلك انعدام الوعي بأهمية الحوار والنقاشات بين الزوجين، وبينت أن المشاكل والضغوطات التي تواجه أحد الطرفين من أهم المسببات ،و عدم وجود ميول واهتمامات مشتركة تخلق جو حوار بين الزوجين، وأخيرا عدم وجود توافق فكري بينهما .
قالت أ.نوال الحكمي: من مسببات الصمت بين الزوجين البرود في الحب ويكون بعدم تجديد الزوج أو الزوجة لحياتهم مثلاً بالخروج أو الحوار في تربية الأبناء استعادة الذكريات . وأحيانا قد يكون هروب أحد الزوجين من المشاكل تجعله ينفرد بنفسه.
وضحت : أ. مشاعر كلنتن مستشارة أسرية نفسية وزوجية بعض الحلول لعلاج الصمت بين الزوجين منها :
– التحلي بسعة البال و أن يتم فتح الحوار بدون اندفاع أو انتقاد ولابد من إعطاء مساحة للحوار مع تفهم قصد الطرف الآخر حتى يتسنى توضيح إساءة الفهم .
– إن شعر الطرفين بالفتور العاطفي ونقص في احتياجهما من التعبيرات والكلمات العاطفية لابد من تجديد العلاقة وعودة التعبيرات والكلمات العاطفية، أو بتجديد الروتين، أو تقديم مبادرة منهما كلن حسب لغة حبه ومشاركته مع الطرف الآخر فمنهم من يحب تقديم الكلمات والمشاعر العاطفية مع اللمس الخفيف أو الاحتضان فبهما تتولد طاقه ايجابية وزيادة هرمون السعادة لدي الطرفين، ومنهم من يفضل تقديم الخدمات بإعطاء يوم خاص للخروج من روتين المنزل . فعادة كسر روتين الحياة الزوجية مرة في الاسبوع أو مرتين في الشهر بخروج الزوجان بمفردهما يخفف من تحمل الضغط المنزلي أو العملي.
وشددت أ مشاعر بقولها : احذري أيتها الزوجة أن تفتحي حوارات خارج إطار العائلة من مشاكل أسرتك أو مشاكل في العمل أو الأصدقاء أو الأقارب ، حتى وإن رغبتي في سرد ما يجول بخاطرك ، فليس حلا أن تجدي الحل من زوجك .. لأن الزوج في الأغلب كثيرة ضغوطاته العملية ، وكثيرة مشاكله العائلية ولكنه لا يبوح بها فطريا ، ودائما يلجأ للهرب والانسجام بأمور أخرى.
وأخيرا فعليك اختيار الوقت المناسب والجيد للزوج والموضوع المناسب الخاص بكما أو الخاص بأولادكم .
رأيت في هذا التحقيق عامل المشترك في إجابات أغلبية المصادر أن أهم مسببات لغة الصمت بين الزوجين هي:
أولا: الانشغال بوسائل الاتصال : مواقع التواصل ليست أماكن لتعويض النقص في الإشباع العاطفي ، ولكن يجب عليكما عقد جلسة ودية لتعرفا موضع فجوة الخلل بينكما وتشيداها بالحل المناسب الذي يرضي الطرفين .
ثانيا : ضغوطات الحياة :لا تسمحا للتوتر والضغوط باجتياح عقلكما ، ركزا على الأفكار والتحديات الجديدة من حولكما وتناسيا تماما مشاكل الأمس .
ثالثا :عدم التوافق الفكري: يجب على الزوجين تغذية عقلهما جيدا بالعلم وتنويره ، عندما يرى أحد الزوجين أن الطرف الآخر غير متوافق معه فكريا فلا مانع من توجيهه وإرشاده بأهمية القراء والإطلاع بطريقة لا تجرح مشاعره ، وتحفيزه لحضور دورات تطويرية .
This site is protected by wp-copyrightpro.com