تعد الحروب وافتعالها لعبة سياسية تجنى من خلالها بعض الدول العظمى المكاسب المادية بعيداً عن الأخلاق والمبادئ الانسانية ببيع الأسلحة ومعدات الحروب المختلفة مما يؤدي لتعطيل التنمية في البلدان المتصارعة.
والمشاهد لواقع العالم اليوم يرى أن أغلبية الشعوب تحتمل المزيد من النكبات والآلام وتعيش في ظل فوضى اقتصادية طاحنة أدت للتضخم والغلاء بسبب الحروب المفتعلة على الرغم من غناء هذه الدول بامكانيات وموارد اقتصادية هائلة.
ثمة رأي سائد يتبناه بعض السياسيين، يرون فيه مخرجاً من الأزمة الاقتصادية الحالية، يتلخص بضرورة نشوب حرب في العالم لتكون مدخلاً للخروج من الأزمة التي أخذت تتفاقم من جديد.. ويستند هؤلاء على ما جرى قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية من أوضاع اقتصادية مهدت الطريق، أو دفعت السياسيين لخوض تلك الحربين. هذا الطرح على ما يبدو لايزال بعيداً عن الواقع الحالي، إن لم يكن مستحيلاً، خصوصاً في ظل الظروف والمتغيرات التي عاشها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا خصوصاً في ظل المصالح والمعاملات المالية المترابطة بين دول العالم.
تبقى في النهاية الأوضاع الداخلية لكل بلد ومدى تأثيرها على الاستقرار الاجتماعي والسياسي فيها في حال تجذر الأزمة.. وهذا إن حدث سيخلق أوضاعاً جديدة لا يمكن التنبؤ بما قد تؤول إليه الأمور فيها، لأنه قد يقود إلى حالة من الفوضى حيث يبقى كل شيء ممكناً لكن تبقى درجة الوعي الإنساني والنضج الذي وصلت إليه القوى الفاعلة في عالم الإنسان اليوم، سداً منيعاً أمام تكرار مآسي الماضي، فالحروب لم تجلب للإنسان سوى الدمار والخراب والقتل، ومن لم يستفد من دروس التاريخ، فلن يستفيد مما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من إنجازات.
لذا من الحكمة أن يترفع الناس عن بيع الفتن وافتعال الحروب والدعوة الى نشوبها وتأجيج نيرانها ليعيش العالم في رفاهية وأمن وسلام
بقلم: د. ناصر بن سعد العتيبي – مدير المركز الآفرو آسيوي للتخطيط والدراسات الاستراتيجية
This site is protected by wp-copyrightpro.com