اعتذر عن طول المقال ولكن الأمر عزيز ..ولكل منا فى الحياة عزيز . الصغار أعز ما لديهم الآباء فهم لهم نور الحياة.. والآباء أغلى ماعندهم الأبناء فهم نبتة العمر ونبض الفؤاد يبذلوا كل جهد لتسعد قلوبهم حتى الدعاء جله لهم وفى ختامه “اللهم لا تسقنا نار فقدهم” ..ولكن هل يبقى كل الأبناء للآباء والآباء للأبناء فى كل حال ..لا ليست هذه سنة حياة الفناء والابتلاء .. فنرى صغارا فقدوا أحد والديهم أو كلاهما وهم فى أشد الحاجة لهم ..
ونرى أباءا فقدوا أبناءهم خاصة مع تمدد ظاهرة موت الشباب فى عصرنا . فوجب الحديث لكل من فقد عزيز ربما يهدأ روعه .فالمصاب جلل والصبر عظيم والثواب أعظم ( بيت فى الجنة يسمى “بيت الحمد ” به نعيم الإقامة مع الأحبة فى حياة الخلود ) والثمن أن نلزم الصبر ونردد الحمد ؟ ولهذا خطوات منها *توقع حدوث ماهو أشد وكل مبتلى حوله الأشد بلاءا فلنتعزى بهم * فمن حرم الذرية وعاش يتمنى أن يحيا شعور الأبوة .ومن مات أبوه قبل أن يخرج للحياة ..*ومن له ولد أو والد معوق عضويا أو ذهنيا ..يتكبد معه العناء..يااااه ياله من ألم ..* وكذلك من ابتلى ولده أو والده بمرض عضال يتألم من سكراته فيمزق القلب بآهاته ويصبح مماته أمنية ترحمه من آلامه * وكثر فقدوا كل الأبناء أو أو العائلة دون استعداد.._ حادث أو حرب أو عدوى ..كل هذه ابتلاءات نرصدها فى الحياة فليتعزى كل مبتلى بمن أشد منه ابتلاء حتى يصبر ويشكر…وهناك وجه آخر للتصبر حين نوجه القلب إلى ما أبقى الله لنا من نعم _أولاد ,صحة, مال _ فنجد ما أبقى أضعاف ما أخذ فنحمد الله على فضله و لطف قدره .. ونتوسل إليه ليكتب لما أبقى لنا من نعمه الحفظ و يمن على من بقى من الولد بالرشد…ويديم على من بقى من الوالدين بالصحة والعافية.
أيا من فقد عزيز سؤال يلح ..وجب عليك اجابته ؟ لو خيرك الله ..بين موت عزيزك اليوم على الإسلام فتصبر على فقده ويجمعك الله به فى حياة الخلد فى الجنة … أو يموت فى أرذل العمر بعد أن تتلقفه الفتن فيكفر بمن خلق البشر ويكون مصيره إلى النار فلاتراه فى الآخرة ..ماذا تختار ..لاتقل أن عزيزى مؤمن بعيد عن الفتن ..فكم من مؤمن فتن بمال أو امرأة أو سلطان وتغير حاله من الإيمان إلى الكفر . الفتن أعظم مما تتخيل ومن ظن بنفسه أو غيره قوة احتمال أمامها فقد ظلمهم .والله مالحفظ إلا بالله ولا نجاة إلا بعون الله . لاشك أن الموت الآن على الإسلام هو الخيار…فلتحمد الله على حسن خاتمة عزيزك .
وحين تصبر على الفقد يدخل والشيطان من طريقة الموت فيوسوس لمن مات عزيزه فجأة “لو كان مات فى مرض لتهيأ القلب وضمت الروح وارتوى الشوق “ويدخل لمن مات عزيزه فى مرض” لو كان قدر الله له الشفاء وهو قادر على ذلك” أفق لكلمة لو فهى مدخل الشيطان فابدلها عاجلا ب “قدر الله وماشاء فعل كما علمنا رسول الله ” وثق أن كل ميتة اختارها الله للعبد هى خير ميتة فرب الخير لا يكتب إلا خيرا _ إن قدر الموت فجأة ربما علم الله أن العبد لن يحتمل ألم المرض فقبضه دون مرض..و إن قدر الموت للعبد فى مرض ربما علم الله أن صبره نفد فقبضه إليه قبل أن ينفذ الإيمان ويكفر بالرحمن …وربما لم يكتب له الشفاء من المرض فقد تطغيه الصحة وتهلكه الفتن فيخسر الدنيا والآخرة… هكذا كان قدر الموت لكل عبد هو الخير له …واحمد الله أن عزيزك لم يمت منتحرا . ولم يمت فى معصية .. وإن قدر ذلك فادع الله له بالمغفرة وأسأله العفو والعافية…. أيها المكلوم ضع فى قلبك العلم اللدنى الذى لايعلمه إلا الله ..وثق فى قدر الله فلو علمتم الغيب لاخترتم الواقع .
ثم تعرف على أهم خطأ الصبر وهى أن تتعزى بأغلى من فقدنا مات رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو الأعلى فى قلوبنا تركنا ونحن الأكثر حاجة إليه من النفس والمال والولد والوالد فهو شفيعنا وهادى دربنا ‘لقد وصانا أن نتعزى بموته عند فقد عزيز لأن الفطرة السليمة أنه الأعز علينا من كل عزيز. فقد تتحول أى نعمة إلى فتنة تدخلنا النار .. أما هو ينقذنا من النار ويدخلنا الجنة.
فاذكر سيرته واجعله قدوتك فى الصبر على الابتلاء فهو من مات والده وهو جنين وماتت أمه وهو طفل صغير ومات كل أولاده وبناته فى حياته ماعدا فاطمة ..فقد الذكور أطفالا وفقد البنات كبارا .فقد كل سند جد وعم..وغيب الموت الصاحبةالمحبة خديجة وهو فى بدء الدعوة .أى بلاء لديك أعظم احمد لله فالدنيا كوب لن يكتمل والنعم فيها بين حصد وفقد.. فانظر إلى الجزء الممتلىء لا الجزء الفارغ. لتدرى قدر النعمة وعلو الفضل وغاية الرحمة التى وسعتنا فالحمد الله.
أيها المكلوم تدبر قوله تعالى: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157…ففيهاعلاج ربانى عند الابتلاء . إن نوقن أننا لله وإلى الله مهما طال العمر يرسخ اليقين فى القلب ويعلو الرضا بالقدر وتطمئن النفس ويكون النداء .
” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” الفجر ٢٧ يامن مات ابنه أو والده .. اللقاء فى الجنة
قال تعالى وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) الطور
يامن مات عزيزه البر موصول قال رسول الله :
الامر ليس سهلا وليس مستحيلا .فلنكن أهلا للصبر والثبات ثمنا لسلعة الله ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هى الجنة …جمعنا الله وإياكم فى الجنة مع رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله
بقلم د. ضحى بركات
This site is protected by wp-copyrightpro.com