طالعتنا مواقع التواصل الأجتماعى فى الفترة الأخيرة بحادثتين تحرش اثارتا الرأى العام المصرى و هما حادثة التحرش ب”فتاة المطار” و حادثة التحرش “بطفل قطار الصعيد” و العامل المشترك فى هاتين الحادثتين بخلاف واقعة التحرش نفسها بالطبع هو دور مواقع التواصل الأجتماعى فى كشف واقعة التحرش وملابساتها و الأهم هو دورها الرائع فى الأمساك بالمتحرش ووقوعة فى قبضة الأمن ليأخذ عقابه و يشعر المتحرش به او بها اننا نعيش فى دولة القانون و فى البداية اجعلونى اقص عليكم باختصار واقعتى التحرش الذى يعتبر احد انواع العنف الأسرى الذى هو تخصصى و مجال ابحاثى لسنين عديدة و اول حادثة تحرش هى المعروفة بحادثة التحرش”بفتاة المطار” فقد لاحظت الفتاة ” الشجاعة” ان احد موظفى المطار يصورها بطريقة غير لائقة و بالطبع من غير اذنها و على غير رغبتها وهنا يجب ان انوه ان ما فعله موظف المطار يمثل التعريف العالمى للتحرش حسب منظمة الصحة العالمية و هو ” اى قول او فعل يكون على غير رضا السيدة و دون موافقتها ” و قد رفضت الفتاة ” الشجاعة ” هذا الفعل المشين وواجهت هذا المتحرش و لكنه انكر فعلته و عاملها بحسب تعبيرها “بكل برود”و هو ما دفعها الى تصوير فيديو فى المطار تحكى فيه واقعة التحرش و تستغيث فيه باصدقاءها و قد انتشر هذا الفيديو على موافع التواصل الأجتماعى وحقق ملايين المشاهدات فى نفس الوقت الذى اصرت فيه هذه الفتاة على الأبلاغ عن الموظف المتحرش الى سلطات المطار و على الرغم من انها قوبلت فى البداية ببعض السلبية الأ انها اصرت على موقفها مما دفع السلطات الى توقيف الموظف و فحص هاتفه المحمول للتأكد من دعوى الفتاه ضده و اكتشفت السلطات انه صورة هذه الفتاه لم تكن هى الصورة الوحيدة على هاتفه بل الكثير من السيدات المصريات و الأجانب تم تصويرهم بنفس الطريقة و بعد أقل من يومين على الواقعة أمرت النيابة العامة المصرية بحبس موظف مطار القاهرة أربعة أيام على ذمة التحقيقات وأحالته إلى المحاكمة الجنائية في اتهامه بتصوير فتاة من دون رضاها وانتهاك حرمتها اما الواقعة الأخرى فهى واقعة التحرش “بطفل الصعيد” حيث قام احد راكبى القطار الروسى بتصوير شخص يتحرش جنسيا بطفل كان ناءما وقد انتشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الأجتماعى و قد قال هذا الراكب انه خلال 10 ايام رصد 15 حالة تحرش و قد تواصل النائب العام مع مصور الفيديو للتحقيق معه فى الواقعه وقد أمرت النيابة العامة بحبس المتهم بالتحرش بصبي داخل قطار الصعيد 4 أيام على ذمة التحقيقات فى الواقعة وقرر القاضى الجزئى تجديد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق مع تكليف الأجهزة الأمنية بالبحث عن الطفل المجنى عليه و نرى فى الواقعتين ان انتشار الفيديوهات على مواقع التواصل قد فضحت المتحرش و فعلته الدنيئة امام الملايين من الناس و كانت سببا مباشرا فى اهتمام السلطات و القبض على المتحرش فى اقرب وقت و هو ما اسميه دائما ” الجانب الأيجابى لمواقع التواصل ” كما انها اثارت حراك مجتمعى واسع حول ظاهرة التحرش و قد بينت هاتين الواقعتين الطفرة الأيجابية فى وعى المجتمع و التى تواكبها طفرة ملموسة فى استجابة السلطات و سرعتها فى القبض على المتهمين و استطيع ان اقول من خلال خبرتى ان مصر تتطورو اصبحت اكثر عزما على التصدى لظاهرة التحرش و للحديث بقية ان شاء الله
بقلم: د. امانى عبد الفتاح استشارى الطب الشرعى و السموم الاكلينيكية بكلية طب القصر العينى
This site is protected by wp-copyrightpro.com