*بقلم : د. زامل عبدالله شعراوي*
في زوايا الحياة الكثيرة قد تتكاثر أسباب الحزن وتعلو ضوضاء الهموم لكن وسط هذا الزحام يتوارى سر عظيم لا يدركه إلا القليلون ، الفرح ليس هدية عابرة ننتظرها بل عادة نصنعها بأيدينا والسعادة ليست ضربة حظ بل اختيار واعٍ ينبع من أعماق الروح.
كثيرون يظنون أن السعادة حكر على من أغدقت عليهم الحياة بسخاء أو من نالوا نصيبًا أوفر من الحظوظ غير أن حقيقتها أعمق وأبسط فهي لا تُقاس بوفرة المال أو كثرة الإنجازات بل بانسجام الإنسان مع ذاته وطمأنينته تجاه الحياة، ورضاه بما قسمه الله له.
أن تتوقع الخير هو أن تفتح نوافذ قلبك للضوء قبل أن تشرق الشمس وأن تؤمن بأن الغد يحمل فرصة وأن كل ضيق سيزول، وكل جرح سيلتئم هذه ليست سذاجة بل ذروة الحكمة واليقين.
الفرح حين يُمارَس كلغة يومية يتحول إلى طبع راسخ نربي أنفسنا عليه كما نربي الطفل على النطق حتى تصبح الابتسامة رد الفعل الأول لا التأفف وحتى في لحظات الانكسار، نمسح دموعنا بشيء من الأمل لا بالندم.
فالسعادة في جوهرها لا تعني غياب الألم بل ألّا نسمح له أن يطفئ نورنا أن نرقص رغم المطر، ونبتسم رغم الخسارة ونواصل الطريق وإن اكتنفه الضباب لأن في قلوبنا يقينًا بأن الفرح قادم ولو تأخر.
وفي كل صباح يبقى أمامنا خياران: أن نحمل أثقال الأمس معنا أو أن نبدأ يومنا بقلب خفيف مؤمن أن الكون يعمل لصالحنا حتى وإن خفيت عنا تفاصيله ومن يتقن هذا الاختيار فقد أتقن فن الحياة.
*وقفة:*
عوّد قلبك على الفرح كما تعوّده على النبض لا تنتظر مناسبة لتبتسم ولا تربط سعادتك بحدث أو شخص ، افتح أبوابك للأمل وتوقع الخير… وسيأتيك الفرح.
This site is protected by wp-copyrightpro.com