نحاول دوماً أن نبدو على شكل يختلف عن حقيقتنا، نجمل الصورة، نخفي العيوب، نضيف الرتوش، نعبث بالألوان، نمحي خطوط الزمان، ونتجرأ على تغيير المكان..
نخشى أن تفضحنا أعيننا، أن يظهر انكسارها أو انطفاء بريقها..
نحاول أن نتخفى خلف الأقنعة لنظهر أجمل ما فينا، حتى لا يستنقصنا أحد.
ليس في الشكل فقط !!
دوماً ما نتقمص شخصية أقوى من شخصياتنا ونلعب أدوار البطولة، نظهر بمظهر القوة ونحن نتمزق داخلياً من الألم، نظهر بمظهر الطيبة ونحن نعلم أن من أمامنا قد لا يستحق..
نتشكل حسب الموقف!
تظهر لنا الفلاتر الكثيرة ونختار من نود أن نكون الآن، ومن نتمنى أن نكون غداً..
حتى نسأمها جميعاً، ونبدأ في محاولة البحث عن وجوه جديدة وسلوكيات مختلفة، قد تجذب الإنتباه أو تعلي المكانة أو تستجدي محبة الآخرين..
وكل ما يهمنا هنا هم الآخرين!!
ماذا سيقولون عنا؟
كيف نكسب رضاهم ومحبتهم وتأييدهم؟
واذا ما استنفذنا الطرق قد تسعفنا وسائل لا تشبهنا، ليس لأننا تغيرنا، بل لأن سقف الرضا أصبح مرتفعاً جداً، ومستوى الثقة بالنفس أصبح رهينة بأيديهم هم لا بأيدينا نحن..
حتى يأتي اليوم الذي نتحرر فيه من قيودنا التي صنعناها لأنفسنا، لن نخجل من تجاعيدنا، لن نلبس ثوباً لا يناسبنا لمجرد أن اسم هذا أو ذاك قد كتب عليه!
لن نشرب كلنا من ذات القهوة الباهظة الثمن التي نعلم أنها لا تناسب ذوقنا!
لن نحاول إرضاء الكل بالغالي والنفيس، والسخيف والمبتذل أحياناً حتى نحصل على رضاهم!
لن نتزيف!
لن نبحث عن المريدين!
لأننا سنعود إليه فرادى كما خلقنا أول مرة، وليس معنا سوى ما قدمنا من ذرات الخير أو اقترفنا من أطنان الشر ..
اللهم ارحم ضعفنا..
د. ندا الزايدي
استشارية الطب النفسي
This site is protected by wp-copyrightpro.com