حوار – د. وفاء ابوهادي
مشوار طويل سار عليه وفِي كل محطة من محطاته كانت له بصمة اعلامية يُشاد بها ، تنقل بين جهات اعلامية مختلفة فكان لقلمه صدى بين جنباتها ونبراس لمن بعده من اجيال ، فكان مجتهداً في بلاط صاحبة الجلالة ، فمن مدير مكتب صحيفة عكاظ بمنطقة القصيم ثم بينبع ونائباً لمدير مكتبها بمكة .
وتنوع زخ قلمه في مجالات عدة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً ، فكان مشرفاً على صفحة الفن بملحق نهاية الأسبوع بجريدة الندوة ، وأسس مجلة هاجس التي صدرت من لبنان .
ولا نغفل عن بصماته في جريدة الوطن وغيرها من الصحف التي خطت بين صفحاتها أعمال يشار إليها بالبنان فخراً واعتزازاً لوجود قامة إعلامية ينحني احتراماً لعطائه ، ولَم يقتصر ذاك العطاء محلياً بل كان لقلمه مشاركات في مجلات عربية كالكواكب المصرية والنهضة الكويتية ، وحصل على تكريمات عديدة دولية ومحلية .
ضيف شبكة الاعلام السعودي ومن تشرفت بإستضافته لينير أروقتها بذكريات هي نبراس يضيء في عالم الاعلام ليكون قدوة لنموذج إعلامي يفتخر به ، الاعلامي القدير والكاتب الاستاذ أحــمـــد مــكــي ، بادرناه بأول سؤال في لقائنا الشيق معه :
تسمح لنا ببطاقة تعريفية للإعلامي القدير احمد مكي لأعزائنا القرّاء ؟
بطاقتي التعريفية : من مكة المكرمة ، من حي اجياد
عملت في التجارة لمدة عقدين من الزمان منذ بداية السبعينيات الميلادية ، وتركت موآصلة درآستي بسبب التجارة
وحصلت على شهادة الكفاءة المتوسطة عن طريق الإنتساب بعد عقد من الزمان من توقفي من المرحلة الثانية المتوسطة .
وفي منتصف الثمانينات التحقت بالعمل الصحفي كمتفرغا للصحافة عام 1987 ، عينت مديرا لمكتب عكاظ بمنطقة القصيم ، ثم مديرا لمكتب عكاظ بينبع ، وانتقلت وعملت بمكتب عكاظ بمكة المكرمة كنائباً للمدير و قدمت إستقالتي من العمل الصحفي في مؤسسة عكاظ .
ثم مشرفاً على الصفحة الفنية الاسبوعية بجريدة الندوة بعد صدورها بالالوآن في عهد رئيس تحريرها الزميل د. عبدالرحمن العرآبي ، فكُلفت بالإشراف والإعدآد على صفحتي ملحق “حياة الناس” اليومية بعد تطوير جريدة الندوة وصدور هذا الملحق اليومي بالألوآن بقلب الجريدة
ماتعريف الصحافة عند الاستاذ أحمد مكي ؟
رسالة مجتمعية تنويرية في كل مجالات وجوانب الحياة والصدق والامانة في الطرح والنقل ، وعشق وميول وتخصص قبل اي شيء ، وإكتساب معرفة وثقافة وخبرة بعد صقل التجارب بالممارسة الميدانية للمهنة على الطبيعة ، من موقع الحدث ويتميز من يعمل بها ان يكون له رائيا محايدا ، لايعترف بالميول والتعصب والتطرف نحو اي طرف ، ويعتبر من الشروط اللازمة توفرها في كل من ينتسب لهذه المهنة الشريفة .
هل كنت تخطط لتكون إعلامي منذ طفولتك ؟
بصراحة لا لكن أيام الدراسة كنت أميل إلى الكتابة و أتفنن في رسم وتحسين خطي واعشق مادة الإملاء والرسم ، ربما هذا كان السبب في شغفي للقراءة والإطلاع والكتابة .
وتأثرت أكثر عندما بدأت العمل بتجارة بيع وتسجيل أشرطة الكاسيت منذ مرحلة مبكرة في طفولتي
بعد حصولي على الشهادة الإبتدائية ، حيث كنت اتابع الصحف المحلية والمجلات المصرية واللبنانية والكويتية الاسبوعية التي كنت احرص على شرآئها ومتابعتها ثم مرآسلتها ونشر بعض كتاباتي كقاريء هاوي
من خواطر وجدانية وشعرية ، ومن بين هذه المجلات الكواكب المصرية والنهضة واسرتي والعربي الكويتية
ومجلة إقرا السعودية ، ومن الصحف المحلية عكاظ والندوة والمدينة بملحقها الثقافي والفني “الاربعاء” .
تنقلت بين عدد من الجهات الإعلامية ، ما اكثر جهة كانت لها بصمتها في حياتك الى الآن ؟
تعتبر جريدة عكاظ في مقدمتهم .. لانها البدآية الحقيقية في مشواري مع الصحافة !!
مجلة (هاجس) قد لا يعرف الكثير بصمتك فيها هل من الممكن إعطائنا نبذة عنها وعن تواجد قلمك ؟
قمت بتأسيس مجلة “هاجس ” إجتماعية فنية شعرية اسبوعية ، أصدرت شهرياً في مرآحلها الأولى عند التأسيس والصدور من لبنان
كنت مديرها العام المؤسس للمجلة و ترأس مجلس ادآرتها سمو الاميرة نوف العبدالله .
كانت تجربة جميلة وحلم وتحدي وإصرآر ومسؤولية ، وثقة منحت لشخصنا المتواضع البسيط ، اجمل مافيها ان معظم زملائي وزميلاتي الكبار من مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر ، أتيت بهم ليعملوا معي بالمجلة
من مخرجين ومنفذين ومحررين ومحررات وصياغة … الخ
كنت المشرف العام على تحرير المجلة ، ولها مكاتب بجدة والرياض ولبنان ، ومراسلين في لندن وباريس ومصر ولبنان والبحرين والكويت والامارات ، منهم المرحوم الزميل الإعلامي سعود الدوسري مراسل المجلة في لندن وعلي فقندش من السعودية ، وتشرفنا بكتابة مقال شهري لشاعرتنا القديرة ثريا قابل ، وايضا الشاعرة البحرينية الكبيرة حمدة هلال كمشرفة على ملف الشعر ، وقد رشحت سمو رئيسة مجلس الإدارة زوجتي الصحفية
بسينة يماني لرئاسة تحريرها بحكم ان المجلة نسائية شاملة ، ثم قدمت إستقالتي بعد صدور المجلة .
ما أول المواضيع التي كتبت فيها ؟
تتعلق في الشان المحلي ، وفي الكتابات الوجدانية والشعرية ، كما اشرت إليها سابقا في بعض إجاباتي .
ماهي شروط الاعلامي الناجح ؟
أن يكون أمينا في نقله وطرحه الإعلامي ، ومخلصا لعمله بعيدا عن المصالح المادية والمنافع الشخصية “الوصولية”
حتى يبرز اسمه ويعتلي بقلمه ويكون له حضورا وقبول، و هناك بعض الصفات والشروط المطلوبة توفرها اشرنا إليها اعلاه في إجاباتنا السابقة !
ما نراه الآن من إطلاق كل من كتب أو صور لُقب اعلامي ما تقييمك للموقف الذي ينحدر إليه الإعلام ؟
عصر الإعلام الإكتروني المفتوح جعل المستخدمين له ان يطلقوا على أنفسهم ألقاباً بالجملة لاتقدم ولاتؤخر ولاتسمن من جوع
اصبح كل مستخدم هو رئيس تحرير نفسه وهو الصحفي والإعلامي والمصور والكاتب الصحفي والناقد الفني .
واعتقد ان المتابعين المرموقين المخضرمين هم من يستطيعوا بخبرتهم وثقافتهم ومعلوماتهم ان يفرزوا الغث من الثمين ، ومن لم يستطيع ان يكون له اسم او حضور في عصر الصحافة والإعلام الذهبي قبل عصر وجيل النت لايمكن ان يحمل لقب مهنة المتاعب .!
هناك نماذج اعلامية رآئدة مغروسة في اذهان الجميع أذكر لنا بعض من هذه النماذج الاعلامية الكبيرة الذين يعتبرون نبراس الإعلام ؟
الاسماء كثيرة لايمكن حصرها هنا حتى لاننتقص من مكانتهم سهوا او نسياناً لأنها رسمت بصمتها وحفرت ونقشت اسمائها على الصخر ، لكن نقول من ابرزها تركي السديري وعبدالله خياط و د. هاشم عبده هاشم واحمد السباعي وصالح جمال وحامد مطاوع و د.بدر كريم وعثمان العمير ، وغيرهم الكثير وعذراً لعدم سردي بقية الاسماء.
الثقافة الجامعة لكآفة الثقافات من أهم ما يتحلى به الاعلامي ، هل هذه المقولة صحيحة ؟
كانت في السابق في عصر الصحافة الورقية التقليدية تعتير مطلب أساسي لدى العاملين بمهنة الصحافة لمتابعتهم الدآؤبة وإطلاعهم وحرصهم كل منهم على القرآءة والتثقيف وإكتساب المزيد من المعرفة .
اما في عصرنا الحالي زمن النت والاجهزة الذكية والإعلام الإكتروني لا اعتقد انها صحيحة ، او تنطبق وتتماشى مع الواقع ؟!
وكما قيل بامثالنا الشعبية ” ليالي العيد تبان من عصاريها ” وكذلك “الكتاب يقرأ من عنوآنه”
انتهى عصر الخضرمة والثقافة والقرآءة إلا من رحم.
الاعلام الجديد ما رؤيتك لتوجهاته ؟
الإعلام الجديد بالرغم من سرعة وانتشاره ، و طفرة التقنية في نقل المعلومات والبيانات ، إلا انه إعلام يفتقد للمهنية الصحفية والإعلامية ، لانه محصورا بين لقطة صورة فوتوغرآفية ثابتة ، او مقطع مصور فيديو بالصوت والصورة والتعليق عليه وهذا الذي يميزه لكنه لم يصنع صحافيين او إعلاميين يعتد بهم اوبأرآئهم !
هناك اعلاميين او اعلاميات ظهروا بتوازن ملحوظ .. فضلاً من خلال تجربتك القيمة أذكر البعض منهم ؟
أسماء كثيرة برزت في سماء ساحة الصحافة والإعلام لايمكن حصرهم جميعاً لانهم تتلمذوا وتدربوا على أيادي اساتذة كبار يعتبروا رموز و رواد
الصحافة والإعلام والفكر والأدب والثقافة والشعر
نستطيع ان نذكر امثلة او نماذج منهم .عبدالله الجفري ود.عبدالله المناع ودايمن حبيب
ومصطفى إدريس ود.سعيد السريحي والمرحوم عبدالله باهيثم والمرحوم فوزي خياط والمرحوم محمد موسم المفرجي وعبده خال
وعابد هاشم وهاني ماجد فيروزي وناصر الشهري
والمرحوم د.سامي المهنا ومحمد احمد الحساني
ود.صبحي الحداد ورفقي الطيب وسعود مطلق الذيابي وفريد مخلص ود.حسين نجار
ود.اسامة السباعي والمرحوم عبدالقادر طاش ويحي باجنيد وامين قطان ويحي كتوعة
والمرحوم محمد صادق دياب وامجاد رضا وخيرية السقاف وسلوى شاكر وشيرين شحاتة ودلال عزيز ضياء وغيرهم الكثير والكثيرات من الاسماء
القائمة طويلة والاسماء تعد من خانة الألاف
وعذرا على عدم ذكر البقية لكنني ذكرت منها
كإشارات سريعة للبعض منهم او منهن ،
الصحف الالكترونية أصبحت تحتل مساحة كبيرة ، وتراجعت الورقية .. ما تعليقك على هذا الوضع ؟
” كل وقت وله أذآن ” كما قيل بالامثال ، و”لكل زمان رجاله” ،وادواته ونحن في زمن مختلف كلياً ومتسارع في قفزآته وخطواته السريعة ، ولايمكن مقارنة صحافة وإعلام الامس بعصر يومنا الحاضر .
من من أبنائك تأثر بميولك الإعلامي ؟
ابنتي الكبرى غفران رغم أنني لم أكن راضي عن التحاقها بقسم العلاقات العامة والصحافة بجامعة ام القرى ، لكن هذا اختيارها وبرغبتها ، لانها البكرية ولا أريدها أن تتعب مثل والدها و والدتها ، لكنني احترمت رغبتها وميولها بإرآدتها ، وكادت ان تلحق مثلها شقيقتها الصغرى روان ، لكنها التحقت بكلية التربية الفنية و هذا العام سيكون تخرجها من الجامعة كفنانة تشكيلية اختارت طريقها وميولها !
للمرأة دور كبير في توثيق نجاح الرجل وتطويره وزوجتك إحدى القامات الاعلامية .. ما الدور الذي ساهمت فيه خلال مشوارك الاعلامي ؟
بصراحة لا تعليق ؟! بالقدم كنا نسمع ونقرأ ان خلف كل رجل عظيم امرأة ، والآن تغيرت الأمور وتبدلت المواقع والعكس صحيح ، و زوجتي صحفية معروفة في الصحافة السعودية بعكاظ وغيرها قبل ان تكون أمًا لأبنائي وبناتي.
هل أعطاك الاعلام حقك بعد هذا المشوار الطويل ؟
الحمدلله اكسبني محبة الناس وعرفني قيمتي عندهم ، ولولا هذا لما كنت أعرف قيمة قلمي ؟!
كلمة شكر وعرفان لمن توجهها ؟
أوجهها لكل من علمني حرفاً وتعلمت منه أبجديات الصحافة ، والشكر لكي انتي زميلتي د. وفاء ابوهادي
على إستضافة شخصي البسيط .
ونحن بدورنا كفريق شبكة الاعلام السعودي عامة ومني خاصة أتوجه بالشكر الجزيل للإعلامي المخضرم أستاذنا أحــمـــد مكــــــي على تواضعه ولقائه الذي يحمل الكثير من الدروس لمعنى الاعلامي الحقيقي .
This site is protected by wp-copyrightpro.com