الكثير منا يستنكر الشهرة البالغة والمكانة الإعلامية الرفيعة التي نالتها العديد من الشخصيات الفارغة في مجتمعاتنا، الشخصيات التي لا تحمل فكر يُضيف للمتلقي ولا تمتلك موهبة حقيقية ولا تقدم محتوى ثري بالمعلومات المفيدة أو حتى على الأقل لا تقدم محتوى جميل وراقي يمكن تقبله، وأتساءل كثيرًا نحن كجيل يملك من الوعي الكثير ويستطيع التمييز بين الجيد والرث ألا ينبغي أن نراجع أنفسنا قليلاً إن كان لنا دور ومساهمة بشكل أو بآخر في وصولهم لهذا الحد من الانتشار ! ألا ينبغي أن نفكر قليلاً إن كان مايتم طرحه من سذاجات لو أننا فقط توقفنا عن تداولها لو أننا توقفنا عن الخوض فيها وإن يكن بالرفض هل سيكون لها أثر ووجود ؟ بطبيعة الحال نحن نضع اللوم على عاتق الإعلام حين يضخم التُرهات المطروحة وحين يمنحها مساحة شاسعة من الاهتمام والضوء وهذا أمر منطقي لأن الإعلام كواجهة لرؤية المجتمعات ينبغي أن يكون على قدر من المهنية والأمانة فيما يتم عرضه ولكن من الأساس كيف اعتلت هذه الأسماء ووصلت للإعلام ؟ وعلى أي أساس يتم الحديث عنهم وكأنهم أشخاص عظماء تمكنوا من ترك بصمة هامة ومؤثرة ؟ نعود لنفس النقطة بأننا أولاً ينبغي أن نراجع أنفسنا فلو لم يكن لهم جمهور ولو لم يكن هناك جدل ومتابعة مكثفة لما كان لتلك الأسماء حضور، حقيقة كثيرًا مايثير أسفي أن أرى من يملك موهبة حقيقية أو من له إنجاز يستحق وقفة تقدير أو من له إبتكار في أي مجال يستدعي الفخر ولكن بالرغم من كل ذلك أسماءهم منسية في مجتمعاتنا ! وإنجازاتهم مُغيّبة عن المنافذ الاعلامية بينما هي التي تستحق الظهور والتوهج، إن كنا بالفعل نرفض أن تُمثل تلك الحماقات مجتمعاتنا علينا كبداية أن نعود لما نتابعه لما نبحث عنه ونكثر الخوض فيه، فهناك من يبحث عن الشهرة فقط من خلال الخروج عن المألوف واتباع كل ماهو شاذ وسيء للفت الانتباه وللأسف ينجح في ذلك! لو استطاع كل فرد منا أن يهمش تمامًا مثل هذه النماذج يمكننا حينها أن نقوم بتنقية مجتمعاتنا مما يسودها من ملوثات لا قيمة لها .
بقلم : نجلاء حسن
This site is protected by wp-copyrightpro.com