يُسكب العطر في قنينات الجمال ويسكب في تلك القلوب فرحاً وسعادةً لا أكتفاء ولا كفاية منها ولا توقف من هل من مزيد؟
تبتهج النفس البشرية بكل جميل يبهج الخاطر ويسر النفس ، ويظل العطر لا ملل ولا أستغناء ولا أستبعاد له وعنه لأنه من أروع إبتذالات الجمال والراحة النفسية ..
وخلف تلك القنينة التي تظل في هويتها ليست بعطر الجمال ولكنها عطر الأبتذال والأسراف المستنكر والمعكر لكل روائعه..
فقد عطر المدح جماله وبقيت القنينة تستهلك بكل إبتذال وبلاحد ولا تقنين ، بل للأسف أصبحت تستخدم مع كل من “هب ودب” “يستحق أو لايستحق” ، أصبح البعض يكاد بحديث مديحه أن يصل بشخص ماء إلى سماء فسيحة من صياغة منمقة حروفها الكذب والمجاملة التي أفسدت كل جميل ..
ومن المؤسف أن عطر المدح يفقد تركيزه عندما تذهب رائحة المصلحة ويُقطع حبل الود والوداد بعدها تُكسر تلك القنينة فقد أنتهت صلاحية إستخدامها مع أحدهم، ومن ثم يبدأ التصنيع لأخرى تلائم آخر حتى يبلغ المدح ذروة الأبتذال مع كل الأسف والأسى المؤلم ..
هكذا هو عالم المدح المبتذل والذي قاعدته تتمثل في أن أزيدُ المعيار ثم أنقصه ثم إلغيه وأنهيه حتى يعود كل شخص لحجمه الطبيعي ..
للأسف هذا ما يحدث في ذلك الكون الكبير وعلى تلك الأرض المنبسطة أمدحك وبأجادة ولكن خلفها مليون بل ملايين من التعجب حتى يتحقق ذلك المديح ..
هنا يقف قلمي ويهمس حرفي لكم بأن الإبتذال في المدح هو من صياغة البشر وصناعتهم حرفاً وكلمةً وسطراً فهل من نهاية نسكب منها عطركم المبتذل؟؟.
كاتبة حرف وسيدة قلم وهمس ولكن ! كل رجائي وامنياتي بأن لا أكون في سطور المدح المبتذل
منى الزايدي – كاتبة سعودية
This site is protected by wp-copyrightpro.com