منذ العصور القديمة ، إحتلت المرأة وعلاقتها بالرجل المكانة الأكثر جدلاً بين كبار الأدباء والفلاسفة. وشرع كل منهم يحلل هذه العلاقة كما يراها من منظوره الشخصي.
فمنهم من نعتها بالغموض، ورآها معقدة، ومنهم من رأى أنها كائن بسيط حساس أقصى طموحاته الشعور بالحب، لذا يتوجب على الرجل معاملتها بحنانٍ بالغ وتوجيه أخطائها بمحبة.
وإذا نظرنا إلى التاريخ، سنجد كل حقبة تعاملت مع المرأة بما تمليها عليها قناعاتها، فالجاهلية مثلاً إعتبرتها كائن يجلب العار وقاموا بؤدها عند ولادتها، عكس الحضارات الإغريقية والفرعونية والهندية التي نصبت المرأة كأيقونة للجنس، وأعتبروها متاع بشري إقتصر على مفهوم الغريزة فقط، فظلموها.
وفي عصور بني أمية كانت المرأة جارية، غانية تباع في سوق النخاسة، واعتبروها عنصراً من عناصر التسلية.
ومع تطور العصور، تغيرت مكانتها وتقلدت مناصب عدة مغايرة لما عرفها المجتمع، بل ونافست الرجال فأثبتت بذلك أنها ليست كائن غبي ضعيف يوصف بقلة الذكاء.
البروفيسورة “غادة المطيري” حصلت على جائزة الإبداع العلمي عن تقنيتها التي مكنت الأطباء من إجراء عملية ضوئية دون التدخل الجراحي، “مشاعل الشميمري” أصغر عالمة صواريخ والسعودية الوحيدة التي ترأست فريقاً للعمل في منظمة ناسا، الدكتورة “تماضر الرماح” أول نائبة سعودية لوزير العمل والتنمية، الكابتن “هنادي الهندي” أول إمرأة سعودية تقود طائرة تحلق بيها في سماء أراضيها السعودية، و غيرهن الكثيرات ممن تقلدن مناصب في مجلس الشورى.
وبذلك نرى أن المفهوم السائد عن النساء من أنهن مربيات أجيال واللبنة الأولى والأهم في بنية المجتمع قد توسع بشمولية شغلها لمناصب أخرى مهمة.
وبدأ العظماء في تحليل هذا اللغز، فقال عالم الرياضيات والفيزياء النظرية “ستيف هوكينج” ؛ أن حل لغز المرأة أصعب من حل المعادلات وجبر الكسور، وحتى الآن لم يستطع الأدباء فك تلك الرموز، بل أوقعونا في حيرة أكبر، حيث إعتبروها مظلومة تارة، وظالمة لحد الإجرام تارةً أخرى، أبرزهم كان العقاد، الذي كرس خمسين عاماً من عمره، ألف فيها بعض الكتب عن المرأة، منها كتاب “المرأة هذا اللغز” و كتاب “المرأة في القرآن الكريم” فوصفها بالأم، والأخت والأنثى بالدرجة الأولى.
وقد صرح أنيس منصور قائلا: “إن كل ما كتبه العقاد عن المرأة يدل على أنه فهمها بوضوح كأنه عرفها منذ كان إسمها حواء إلى أن أصبح إسمها مي”.
والآن نجد أن المرأة نصبت مثلثاً خطر دون قصد، ناقشه العقاد بعمق أديب مفكر، وحيثيات رجل بطل!! وترجمها نزار قباني في قصائده وأعتبرها ملهمته الأولى.
ختاماً ودوماً نصل لنفس النتيجة، مثلث المرأة، الرجل والعاطفة.. فهل أفلح العقاد في حل اللغز؟؟
بقلم | غادة طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com