ش ا س – خالد فلاته
انتقل الى رحمة الله تعالى مساء يوم الاثنين 14من شعبان لعام 1439 الشيخ مبروك مشني سعيد السعيد مودعا للوطن، قدم من مسقط رأسه من منطقة عسير بعد أن كان راعياً للأغنام في قرية المعش بمحايل عسير إلى العاصمة الرياض, وهو في سن الزهور فعمل بكل جد واجتهاد في وظيفته في عهد جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ..
وكان رحمه الله عمله في ” الخاصة الملكية ” وتحديدا في العوائد الملكية والشرهات والمعونات والبشوت الرجالية والنسائية , وأمين صندوق وكاتب في دائرة معالي الشيخ عبد الرحمن بن عبدالمحسن الطبيشي رئيس الخاصة الملكية في عهد المؤسس رحمهما الله ، وبحكم عمله في الخاصة الملكية اشتهر بمبروك الطبيشي .*
وقد التحق بالوظيفة بتاريخ 1354, ولديه صور وأوراق ثبوتية لتلك الأيام الجميلة وإطلالها ..
توفي عن عمر 96 سنة ، وقد درس القرآن الكريم في مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بالرياض, وكان يمتلك القدرة على الحفظ السريع للقرآن لذا ختم القرآن في مدة وجيزة على يد أحد المشايخ , بمبلغ روبيتين, حيث كان متداولاً في تلك الأيام العديد من العملات منها العملات الفرنسية والروبية وغيرها ..
وكان شغوفا بالقراءة والكتابة وسرعة التعلم وتقليد الخطوط حتى تم إتقان الخطوط ..
وكان رحمه الله يستهويه حفظ الشعر, حيث لا يزال يكتنز في ذاكرته العديد من الأشعار والأبيات والمواقف , وقد تعلم مبادئ الخط على يد صديقه المقرب سعد بن رويشد رحمه الله والذي تربطه به علاقة وطيدة ,وذكريات قديمة أبان فترة عملهما السابقة في الخاصة الملكية مع بعض الزملاء الكتاب مثل محمد بن شاهين , صالح بن عسكر, بن غصن ..
إضافة إلى طبيعة عمله اليومي في كتابة المسيرات الملكية حسب تعليمات وأوامر المليك لمكتب الخاصة الملكية .. وكان الشيخ سعد بن رويشد رحمه الله يحرص على مقابلته عند حضوره لمدينة جده لاستعادة ذكريات الماضي الجميل من خلال فترة عملهما السابقة في عهد المؤسس , وذلك بعد انتقال الفقيد مع أسرته الكبيرة من العاصمة الرياض لمكة ثم استقراره في جده.
وشهد مجلس جلالة الملك عبد العزيز والذي يعقد لاستعراض أحوال المكلفين والسفراء, وينتهي بالجلوس مع الأعيان ومن ضيوفه من القبائل , ولازال في مخيلته الوصف لتاريخ وجغرافية الرياض والعادات القديمة وتقاليد المجتمع في تلك الحقبة الزمنية .. وله قصص وذكريات مشوقه تحكى عن تلك الفترة التي سعد بأن كان أحد شهودها ، علما بأنه يحتفظ في جعبته للعديد من القصص التي تعبر عن شهامة وفراسة وكرم المؤسس ومواقفه النبيلة رحمهم الله .. *
يقول الشيخ مبروك رحمه الله قبل وفاته , كرَّس الملك عبدا لعزيز كل جهوده لبناء بلاده على أسس عصرية حديثة, وتجلّى ذلك في تربية أبنائه الكِرام ، وقد واصل أبناؤه الأبرار من بعده تكملة مسيرة البناء والنماء والازدهار، وحرصهم على استتباب الأمن والأمان والذي ينعم به كل مواطن سعودي وكل ضيف وزائر ..
وعهد رحمه الله أن يغرس حب الوطن في جميع أبنائه منذ الصغر, وحثهم على خدمة الوطن لكي يكونوا سواعد من سواعد الوطن ينفعون وطنهم ومن أبنائه :
الابن الأكبر عبدالله رحمه الله وكان ملحق بوزارة الخارجية , أحمد عمدة حي النزلة اليمانية بجده,
سليمان – حكم كرة القدم درجة أولى وموظف في تحلية المياه متقاعد ,
منصور أحد منسوبي الخطوط السعودية,
يوسف معلم ,
محمد* موظف متقاعد بالقاعدة البحريه بالجبيل ورئيس قسم الحسابات والميزانية ومدير إسكان كبار الزوار السابق ،
طارق موظف بشركة أرامكو السعودية قسم المشاريع وكاتب اعلامي ,
خالد رقيب صحي*بقوات الدفاع الجوي,
وآخر العنقود من الأولاد مشني : أخصائي أمراض النوم والعلاج السلوكي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ورئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية للرعاية التنفسية . ولديه سبع بنات ..
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون ..
This site is protected by wp-copyrightpro.com