النفوس الشيطانية | د. وفاء ابوهادي
15 فبراير 2018
11
229977

كلنا تعرضنا دون استثناء للخداع الحسي اتجاه بعض الأشخاص الذي نقابلهم في حياتنا ، فيكونوا أشبة بالملائكة التي تمشي على الأرض وحقيقتهم شياطين تفسد هذه الارض لما بقلوبهم السوداء من نوايا والعياذ بالله لتدمير واستغلال الناس خاصة ممن يمتلكون صفة استقدام حسن النية في معرفة الناس وتصديق ظاهرهم الملائكي الذي يصاحبة لَبْس ثوب التقوى وذكر الله في كل حديثهم ، بالاضافة الى اسلوبهم في إقامة علاقات واسعة بين الناس لما يمتلكون من لسان يعطون من طرفه حلاوة ولكن ما ورآه يراوغون كما يراوغ الثعلب .

للأسف الشديد لا يكشفون عن حقيقتهم فهم متمرسون في هذا التظاهر ولبس الأقنعة والتي من الصعب تجعلك تشك لحظة واحدة في سوء نواياهم و أنك مجرد جسر يجعلونه لمصالحهم وما أن يصلون إليها حتى يبدأون بهدم هذا الجسر بكل ما يمتلكون من صفات الشيطان والعياذ بالله دون أن يجعلوا لخوف الله مكان في طريقة تدميرهم .

وقد التقيت بصديقة كان لها السبب في كتابة مقالي فهي ذات مكانة مرموقة ومن عائلة تربت على الاحسان والظن الجميل بالآخرين ، عندما صدمتني بقصة تعرضت لها قلبت حياتها وحياة اسرتها رأساً على عقب ودمرتها إلى درجة لم اعرفها من النفسية التي كانت عليها .

فقد كانت إحدى ضحايا هذه الشخصيات الشيطانية حيث استغلت منهم حتى يصلوا لمآربهم ، وكم كانت تصف لي من كانت السبب في ما وصلت إليه من دين وتدين وحب الخير للناس وصفات من الصعب أن تشك لحظة في حقيقة غير التي تراها وعندما بدأت تشعر أنها بدأت تصنف عندها ككرت محروق بدأت تسقط الاقنعة وكم كان مؤلم على صديقتي لما أعرف من حقيقتها الانسانية ومكانتها ومالها عند الكثير من محبة وتقدير ان تشعر انها كانت لعبة في أيدي شيطانية لا تُرى مخالبها الاعندما تبدأ في تفتيت فريستها لتنهيها وتبدأ في البحث عن أخرى .

كانت صديقتي تخبرني عن تلك المخلوقة كيف كانت تتكلم في أعراض الناس وتسيء إليهم من خلال إخراج أسرارهم والاساءة إلى جودة أعمالهم وقدراتهم والاستنقاص منهم وعن جماعتها معهم وسفرياتهم بالاضافة الى نشوتها اللآمتناهية في وجود المتابعين لها على مواقع التواصل ومالها من تأثير على الجميع وتستبق الجميع على الفوز برضاها ، فبدأت تشعر صديقتي أن هناك أمراً ليس هين في هذا الشيء ، ورويداً رويداً أطبق عليها الامر وأصبحت في مقبض هذا الجرم الشيطاني من استغلال وتدمير لحياتها وحياة اسرتها ومكانتها .

كانت صديقتي أشبه ببقايا ملامح لوردة ذبلت ورائحة الوجع تفوح مع كل نهدة ودمعة من عينين رسم بين أهدابها استحالة الثقة في أي كائن لقد كانت التجربة كفيلة ان تغير هذه الإنسانة ذات القلب الطفولي والنظرة المتفائلة الى إنسانة لا تستطيع منح الثقة حتى لمن يستحقوها ، ولا أن تزرع الورد حتى في حدائق من يستحق ، والسبب وجود مثل هذه الشياطين من الانس الذي ليس من السهل كشفهم وخاصة لمن تربطهم بهم مصالح طويلة تخدم أنفسهم وإنسانيتهم .

ورغم أني نصحت صديقتي ولَم تستمع لي وهي كغيرها عندما نحاول أن ننصح من نخاف عليهم ولكن نصدم في آخر الأمر أننا نزج في خانة الأشخاص الغير مرغوبين فيهم لأننا ننصحهم من أناس في نظرهم ملائكة يمشون على أرض الله ، وربما قد يسألوهم عن من نصحهم فيسمعون من هؤلاء الفئة ما يجعلهم يضعفونهم في قفص الاتهام بالأخلاق السيئة ونيتهم في تشويه سمعة أناس محترمة ، وهم غافلين أن هذا اسلوبهم وأنهم لو سمعوا ما قيل فيهم ومايقال من وراء ظهورهم لميزوا مابين العسل الأصلي والعسل المدسوس فيه سمٌ قاتل .

ما يثير استغرابي كيف يعيشون بهذه البساطة هذة الفئة الشيطانية ، كيف ينامون ، يأكلون ، ويبتسمون ؟!
ويظهرون للناس في مواقع التواصل وفِي أماكن أعمالهم ويقدمون خدمات لهم وهم وراء كل شي نية شر؟
كيف ينعمون بالحياة وهم نقمة الحياة ! يظنون أنهم أولياء الله ، يعملون بعض الاعمال التي يطلقون عليها أنها خير وهم أقرب ممن يحسبون انهم يحسنون صنعاً ، ويمضون وهم في توهج وزيادة في طغيان ، ولا يستوعبون أن الله يمهل ولا يهمل، و أنه عز وجل يأخذ أخذ عزير مقتدر ؛ لذلك نصيحة لمن يمتلكون هذه النفوس الشيطانية عودوا الى الله وانصفوا من ظلمتم واعلموا ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .

بقلم الاديبة الاعلامية : د. وفاء ابوهادي

رئيس مجلس إدارة شبكة الاعلام السعودي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com