هل أنت فعلا (قد التحدي)؟؟
منذ إعلان هلال شهر الخير رمضان المبارك بدأ العد التنازلي، وقد قالها النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حرم خيرها فقد حرم))، لما في هذا الشهر نزول شآبيب الرحمة والغفران والعتق من النيران.
الشهر الذي طالما اشتاقت إليه نفوس الصالحين، وحنت إليه قلوب المتقين.
كان سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.
إذاً ما هي النتيجة التي سنحصدها في رمضان؟؟
لكل جهاز تقني له نظام لإعادة تهيئة ضبط المصنع، بإعادة الضبط يرجع إلى طبيعته التي صنع من أجله.
فهل نستطيع عمل إعادة تهيئة ضبط الفطرة لكي نرجع إلى طبيعتنا التي خلقنا ربنا من أجله؟!
(( امرأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا)) الحديث
فهل تتوقع من هذا الرب سبحانه الذي يغفر الزلات والخطايا الكبيرة بأفعال جدا بسيطة، أن يتجاهل أعمالك الصالحة؟! بين قوسين (وخاصة في شهر الخير رمضان)؟!
((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم)) القرآن
لاحظ لم يقل ربنا للذين أحسنوا، بل قالها للذين أسرفوا على أنفسهم (لاتقنطوا من رحمة الله)، فما بالك كمية رحمته سبحانه بعباده في رمضان الخير؟!
إذاً.. إن لم يغفر لنا في شهر المغفرة فمتى يغفر لنا؟؟
لذلك جبريل عليه السلام دعى على كل من خرج من رمضان بدرجة (صفر) : ((رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له)) وأمّن عليه النبي صلى الله عليه وسلم بـ((آمين)).
ينزل الله ربنا أنهاراً مدراراً من رحمته على الإنسان، فيضع فضيلة القيام في رمضان ويغفر له ما تقدم من ذنبه، والصوم الذي هو أساساً فرض على الإنسان لكن أيضاً يغفر له ما تقدم من ذنبه، بعد هذا كله قدم هدية رمضان ليلة القدر، ليغفر له ما تقدم من ذنبه، والكثير الكثير.
إذا.. مع هذه الفرص ((من حرم خيرها فقد حرم)).
همسة: مهما كان ترتيب جدولك لاستثمار رمضان تذكر.. بدأ العد التنازلي والعيد قريب.
بقلم: محمد عبدالله عبدالسبحان الصديقي
This site is protected by wp-copyrightpro.com