موسيقى وشتاء وصباح رتيب وأضواء السيارات وإنارة الشوارع، وإزدحام الطرقات، باعة وزمجرة المارة، ومطر يسكن كل النوافذ
وطيور تغني على أوتار الحرية، بيوت يستعمرها البرد من كل الإتجاهات والأخرى يطوقها دفء الحب بالرغم من نُدف الثلج التي تكاد تغطيها، وأنا وحدي أسافر في هذا العالم المجهول .
أحمل في حقيبتي بقايا أمنيات طفلة تتجول بين دهاليز روحي وشظايا أمل مهترئ وصورته والكثير من تفاصيله
التي عبثًا ما أحاول نسيانها ولكنها تقفز لي في كل وجه أراه وتعانقني في كل تلك الطرقات التي هربتُ إليها لأغترب عن مدائن عشقه وفي كل مرة أجدها تسافر بي منه إليه بملء الخواء الذي يسكنني أخافُ نسيانك!
تُفزعني فكرة أن تكون مجرد ماضٍ واندثر في ذاكرة الأمس دون رجوع فبالرغم من هذا الفراغ الهائل الذي تركته لي بعدك إلا أنني أتعمد كثيرًا أن أملأه بذكرياتك بشيء منك بتفاصيل فيك أدمنتها أنخرط في صورك وملامحك الساكنة أجوب كهوف زمنك البعيد
أجسدك ملهماً في أخيلة لا تشاطرني إياها وأعيشك في كل كلمة حب لمْ تقُلها وكل رسالة شوق لمْ تكتبها وأردد طلاسم جنوني على مسامع وجداني المُتعب أتنفسك وفاءً في غيابك الحاضر في كل أجزائي، في غيابك أنت تعيش بين أضلعي ذكراك تتلبس أطرافي تستحضرني صباح مساء وكأنك هنا تقطن في هذا القلب وتعتني به كأنك تسقيه من فيض إهتمامك بينما هو مُنهك من الجفاف مُتعطش لحنوك يفتقر أمانك.
بقلم: نجلاء حسن
This site is protected by wp-copyrightpro.com