لقد خلق الله تعالى البشر على مستويات مختلفة من الصحة والقدرات، كل إنسان منا لديه إعاقة ليست بإعاقة جسدية إنما إعاقة عقلية فعندما يأتي شخص يقول أنا معاق هذا لا يعني أن الشخص ليس لديه قوة ذهنية أو تفكير ولا يوجد إنسان كامل فالكمال لله سبحانه و عندما نقول ان هذا الشخص معاق فهذا لا يعني أنه يعيش في مجتمع آخر ، لا يعني انه لا يستطيع التواصل مع الناس بل على العكس تماماً فقد اختاره الله عز وجل ليختبر صبره و يختبر تحمله لهذه الإعاقة .
نعم في بعض الأحيان يكون لديهم أفكار سلبية و لكن اذا ما استذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه)) فإن ذلك سيكون لهم منبع للصبر و التفاءل و المضيء قدماً لاسيما مع المجتمع الذي اصبح يعي الدور المهم لهذه الفئة وأنها تمثل اهم شرائحه .
و مع زيادة تسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة وجدنا انهم أصبحوا يمارسون حياتهم كالأصحاء ويحصلون على حقوقهم في مجتمع يسعى بكافة امكانياته ليوفر لهم سبل الحياة الكريمة فمن حقهم الطبيعي الإستمتاع بالحياة كالأشخاص الطبيعيين ، كما يتوجب على المجتمع ان يكتشف قدراتهم و مواهبهم و يوظفها بالطريقة المثلى حتى يصبحوا مؤثرين ويتركوا بصمة واضحة ويصبحوا رموزاً للنجاح ويضرب بهم المثل .
ولكل من يشكك بهم و بقدرتهم فسيجد انجازاتهم تخرس لسانه وسيسمع المجتمع و العالم اجمع صوتهم بإنجازاتهم .
من قال أنهم غير قادرين على العمل ؟
من قال أنهم معاقون ؟
من قال أنهم لا يستطيعون مواجهة العالم الخارجي؟
من قال أنهم لا يستطيعون أن يقدموا شيئاً للمجتمع؟
من قال ليس لديهم إنجازات وإبداعات؟
كل هذه الأسئلة أجوبتها تتلخص في ربع إنجاز من إنجازاتهم التي تملأ صفحات الإنترنت والجرائد اليومية والقنوات التلفزيونية !؟.
بكتابتي هذه سأجيب على تلك الأسئلة وأقول :
منهم المبدعون ومنهم المثقفون ومنهم العلماء ومنهم من حصل على جوائز عديدة لدينا أكبر مثال في الوطن العربي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله كان بَصِيراً ثم أصابه مرض في عينه وضعف بصره ثم فقده ومع هذا لم ينقطع عن طلب العلم وكان رئيساً للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي ، وأيضا لدينا الأديب والناقد المصري طه حسين – عميد الأدب العربي – فقد بصره في عمر ثلاث سنوات ومع هذا عيّن رئيساً لجامعة الإسكندرية ثم أصبح وزيرا للمعارف ، ولتلك الإنجازات البسيطة نجزم ان الإعاقة ليست عيباً بل فخرا واعتزازا وتحدياً .
تحملوا الصعّاب و واجهوا العالم الخارجي فهذا هو التحدي، هذا هو الصبر، هذا هو التحمل لأن الله هو الذي اختار الشخص ليكون معاق ؛ لذلك يجب على كل معاق مواجهة كل المخاوف وان لا يقف في الطريق بل عليه اكماله بقوة وعزم والنظر للأمام فالآتي أجمل ويكفيكم فخراً ان الله اختاركم لتكونوا قدوة المجتمع في التحمل والصبر وتحدي الصعاب وفي نهاية مقالي لا املك سوى ان اقول أنتم فخر لنا وللمجتمع .
نجود عبدالله النهدي
This site is protected by wp-copyrightpro.com