سلطان سعيد
تقدم بيئة العمل في نادي القادسية نموذجًا فريدًا للتكامل بين قطاع الأعمال والرياضة من خلال الشراكة مع أرامكو السعودية التي وضعت بصمتها في تطوير النادي إداريًا وفنيًا واجتماعيًا حيث ساهمت في نقل ثقافتها المؤسسية إلى داخل أروقة النادي.
بدأت أرامكو شراكتها مع نادي القادسية انطلاقًا من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه أبناء المنطقة الشرقية فعملت على دعم وتطوير البنية التحتية للنادي وتحديث مرافقه بأعلى المعايير كما ساعدت في إدخال نظم إدارية متقدمة مكنت العاملين من أداء مهامهم بكفاءة أعلى.
لكن تأثير هذه الشراكة لم يقتصر على المباني والتجهيزات بل امتد ليشمل الروح التي تسود بيئة العمل داخل النادي حيث أصبح الموظفون يشعرون بالانتماء والثقة وأصبحت العلاقة بينهم وبين الإدارة قائمة على الاحترام المتبادل والعمل الجماعي مما انعكس على جودة الأداء في كل المستويات.
بالنسبة للاعبين فقد وفرت لهم بيئة العمل الجاذبة الدعم النفسي والمهني اللازم للتركيز والتطور حيث يشعر اللاعب داخل القادسية بأنه جزء من منظومة تهتم به وتقدره وتعمل على رفع مستواه سواء من خلال التدريب أو من خلال الرعاية الصحية والتغذية والتأهيل وصلت حتى الى أسرهم والمحيطين بهم.
كما أن بيئة العمل المستقرة والمشجعة أسهمت في رفع إنتاجية اللاعبين داخل الملعب حيث أصبحوا أكثر التزامًا وانضباطًا وأبدعوا في الأداء نتيجة توفر الراحة النفسية والشعور بالأمان الوظيفي مما انعكس إيجابًا على نتائج الفريق.
أما العاملون والإداريون فقد شهدوا تحولًا واضحًا في أسلوب العمل والتفكير حيث أصبحت فرق العمل أكثر انسجامًا وتنظيمًا بفضل وجود رؤية واضحة وأهداف محددة يتم العمل عليها بطريقة منهجية تتبع أسلوب أرامكو في الإدارة.
البيئة الجاذبة التي تشكلت في نادي القادسية بدعم أرامكو لا تقتصر على البنية المادية بل تشمل أيضًا القيم والسلوكيات والأنظمة التي جعلت من النادي مؤسسة رياضية متكاملة تسعى للتميز والاستدامة بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030
إن تجربة القادسية تقدم درسًا مهمًا لكل الأندية والهيئات الرياضية في المملكة وهو أن الاستثمار في بيئة العمل ليس رفاهية بل ركيزة أساسية في بناء نجاح طويل المدى سواء في النتائج الرياضية أو في تكوين كوادر وطنية مبدعة ومخلصة .
This site is protected by wp-copyrightpro.com