سلطان سعيد – ش ا س
في مقطع جميل للإعلامي القدير الدكتور احمد العرفج عبر منصة اكس وتحت عنوان “كيف نضع للجمائل سعرا و ثمنا” وهو مقال له ايضاً في صحيفة المدينة جذبتني عبارة او مقولة أوقدت في ذهني ذكريات وحركت مشاعري نحو النبل ومفهومه واستدعت قلمي للكتابة بعد اخذ الضوء الأخضر من العرفج ابو سيفان وكان كريماً كعادته ولا اعلم هل يحسبها عليّ جميله ترد بحسب مقاله ام ينطبق عليها ما اعجبني من كلامه وينسها ونذكرها له .
في عالم يمتلئ بالضجيج والادعاءات وسطحية وسرعة العلاقات يبقى الخلق الرفيع وهو الفارق الأصيل بين الإنسان النبيل وغيره من البشر من بين هذه الأخلاق الرفيعة تبرز قاعدة ذهبية قلّ من يعمل بها في وقتنا الحاضر وهي انسى احسانك للناس واذكر احسان الناس لك إنها ليست مجرد عبارة بل منهاج حياة ونبراس أخلاقي يوجه تعاملات الإنسان ويصقل روحه .
في لحظة من لحظات العطاء قد يبذل الإنسان من وقته وجهده وماله ليقدم خيراً للناس وقد ينتظر الشكر أو المقابل وهنا يضيع جوهر الإحسان الحقيقي فالعطاء الذي يُنتظر منه رد هو تجارة لا إحسان والمنة تفسد المعروف وتجعل من الجميل قيداً في عنق المتلقي
أما حين ينسى الإنسان إحسانه ويطوي صفحته دون انتظار جزاء فإنه يرتقي إلى مراتب النبلاء والكرام والسخاء وينال رضا الله ومحبة الناس على السواء فالعطاء النقي هو ما كان خالصاً دون حساب أو مقابل.
في المقابل حين تذكر إحسان الناس إليك فأنت تعترف بالجميل وتحفظ الفضل وتبني علاقات قائمة على الامتنان والوفاء الاعتراف بالجميل لا يضعف النفس بل يعلو بها ويزرع في القلوب المودة والاحترام
إن المجتمع الذي يتبنى هذه القاعدة سيكون أكثر صفاء وأقل تصادماً وستسوده المحبة والرحمة وسينمو فيه الإحسان كقيمة راسخة لا كوسيلة مؤقتة إننا بحاجة إلى أن نربي أبناءنا وطلابنا على هذه المفاهيم ونغرسها في مؤسساتنا وأعمالنا ومحيطنا الأسري والاجتماعي
فلنجعل من نسيان إحساننا عادة ومن ذكر إحسان غيرنا عبادة ولنؤمن أن الخير لا يضيع وإن جهِل الناس قدره فإن الله لا ينسى
العبارة تحمل معنى عميقاً في الأخلاق والتعاملات وهي دعوة إلى تواضع النفس عندما تنسى إحسانك للآخرين فأنت لا تُمنّ عليهم ولا تنتظر المقابل وكذلك هي شكر للآخرين حين تذكر إحسان الناس لك تظل ممتنًا فتشكر وتقدّر ويستمر العطاء الأخلاقي واليس المادي.
This site is protected by wp-copyrightpro.com