فكرٌ يتـأجج بُركانـه ليصلّ الحد الى قنـاعة تُحرق شــظاياها عروق السكنّ والطمـأنينـة بوأد سنـة كونيــة.. تكونت لتكون آيـة الله في الخلق ” ومن آياته أن خلق لكُم من أنفسكُم أزواجـاً لتسكنوا إليـها ” لتُشعل قناديل العِصيان والفساد بالعزوف عن الزواج وانفصال زواجٍ كان …
وتفضيـل العيش والتعايُش بالتمتُع على نغّم والحـان تعـاويذ شيطانية تُحل الرباط المُقدس …ليكون كِلاهُمـــا لكلاهُمـا بلا رِباط بحرامٍ حَلّ.. عن حلال اُحل (بأُسرةٍ لحياة زوجية يأسرها سكنّ الاستقرار والمودة بإحتياج فطري أساسي ..أساسه التزاوج لجنسين ” الذكر والأُنثي “) غير عابئين بما احله ” جلّ جلاله ” لتحلّ ريح الغضب الرباني .. ليكون ذلك السؤال ….
مــا الذي يحدُث ومـا هذا الذي نحنُ فيه …؟!!!
هل لسيل تلك التغيُرات بإعصار التقلُبات الزمنية وتسونامي التكنولوجي والفكري وذلك الانفتاح العارم بمفاهيم مغلوطةٍ من سبب لرفع رايات التحدي والانحلال؟
ام مَرِجَ الماء العذب بالملح الأُجاج وفاض ليبلغُ السيل الزُبى …؟!! ( كثرت اختلاط المرأة مع الرجال في كُل مكان )
ام لذلك التسيُب والاستهتار من إستعداد وتقبُل نفسيـاً كائن وما تحت الرماد خامد؟!!
هل كُنّـا على غير قناعةٍ ويقين بأمر الله ..حتى يأتي الوعد اليقين ؟ّ!!
ام أمنّا العقاب وهرِمّ الإسلام في داخلنّـا…؟!!
ليكون ذلك التمرُد للمرأة واستهتار الرجُل والاستهانة بأمر الله لهذا الحد. والحد الذي يُخرج الإنسان عن فطرته الطبيعية والإستغناء عن إحتياج أساسي بالحلال عنه بالحرام. ألهذا الحد أصبح لدينا سهولة تقبُل الحرام والاستغناء التعفُفي …؟!! ليكون المتراقص على جثث الحلال بثغرٍ باسم وتُصبح حالات الطلاق او بالأصح الخُلع بمُعدل مُخيف..
فكان لِزامـاً علينّـا الوقوف والبحث في دهاليز تلك المُسببات لذلك المُعدل والذي بالكاد يكون ظاهرة عصرية وما سيترتب عليها من تشتُت ودمار أسر بل مُجتمع بأكمله وأجيال نشئ لمُستقبل يؤمل ان يكون. مُتلحفي برداء الاضطرابات النفسية والضياع..
لنجد أن أسباب الــطلاق تكمُـن في أمرين (تمرُد المرأة، واستهتار الرجُل) ويرجع ذلك..
• لضُعف الوازع الديني والانحلال الأخلاقي وبالكاد إضمحالُهما وللأسف الشديد والذي بهما يشد ويُشيد البناء.
• إشباع الإحتياج النفسي والجسدي بسهولة المنّال والوصول إليه ليُصبح من اخطر المُسببات لعزوف الشباب والفتاة عن الزواج واشدها فتكاً سواء أكان بحر سياط الإختلاط ام بذلك الإستخدام الخاطئ للتكنولوجيـا والإنفتاح الغاشم لمواقع التواصل وانعدام المُراقبة الأبوية ومن قبلها المُراقبة الذاتية.
• تبـادُل الأدوار لما يُنافي الفطرة البيولوجية والسيكولوجية بالخلق التكويني للإنسان لكلا الجنسيين وبذلك التبادُل تبدلت أحوالنّـا وقُـلبت .. لـتُقلبـنا على حصير المحنّ والإبتلاءات من وباء لـ زلازل، لـ فيضانات. وغير ذلك بطبيعةٍ تثأر لغضب الخالق عز وجل.
• اختلاط الماء العذب بالمالح (أي اختلاط الجنسين في كُل مكان وبصورة مُنافية للشرع والقيم والتقاليد).
• وجود مفاهيم مغلوطة عن الحُرية فالحُرية لا تعني بتاتـاً حُرية جسد وارتداء العُري الديني والتفسُخ الأخلاقي..؛ ضاربة القيم والعادات بعرض الحائط.. لتحط الستر والعفاف..
• غياب التواجد والوجود للوالدين وتلك المُراقبة الأبوية . والذي اصبح وللإسف الشديد غياب مشهود .. يشهد له ما وصلنّا اليه من ذلك المآل من التفكك اُسري والإضطرابات النفسية والعقلية.. لغياب اُمٍ واستهتار أبٍ عن ساحة الحياة الأُسرية (ولا سيكولوجية للتعميم)، ليكون الفقد لتلك الاجتياحات الضرورية للفرد (الفسيولوجية والإجتماعية ليكون الآمان وبالتالي يوجد التقدير الذاتي بالثقة بالنفس) فيكون الخلل النفسي.
فمنُ يقول لي ….اين هي الأم اليوم.. اين؟!! اين هي لتُربي وتُنشىء وتُعلم وتقوم بالواجبات الزوجية ؟!
واين هو قُبطان ورب الأُسرة وقائدها لينقدها وهي تغرق رويداً رويداً في وحلّ التسيُب والإستهتار..؟!!
اين هُم عن أبناؤهُم المُراهقون وهم في اشد الحاجة إليهم ولذلك الاحتواء والحوار الأسري..وخاصة فيما هم بتلك الفترة من تأجج هرموني وتخبط نفسي ؟!! اين هُم وقد قلدوا الأمانة على ابناؤهم بل حتى على انفُسهُم لتُزهق؟!!
ولكن للأسف فكُل منهما “يُغني على ليلاه ” …لنجد وقد امتطيا خيل الخروج إما للعمل او بالسهر مع الإصدقاء في الكافيهات كان اوالأسواق وغير ذلك ” ولا سيكولوجية للتعميم ” تاركي مركب الإسرة تُبحر لتُصارع أمواج التكنولوجيـا الهائجـة (من مواقع إباحية) والانفتاح الباهر دون مبالاة بمدى الخطورة والتي تُحيط بأبنائهم من جراءها. وتذليلها للصعوبات أمام الحرام.
ولذلك انوه الى بُدية الثـقافة الجنسيـة من قبل الوالدين أولاً والمدارس ودورالتوعية وتكثيف الوعي لتلك التغيُرات ومُجرياتها بالكيفيه والتي تُمكننّــا من إدراكها وتفهُمها ليكون…..التدارُك المرجوا بقدر الإمكان .
فوالله لا اتحدث باللغة السلبيـة وإنما بلغةِ الواقع لزمن نقتات من تقلباتهُ، ليُصبح فيه القابض على دينه كما والقابض على جمرة؛ وإن الله لن ولم يُغير حالُنّـا إلا…
بالرجوع الى العهد المُقدس الى كتاب الله وسُنة نبية للدين والأخلاق ” ولن يُغير الله ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ” وكُلٌ يأخذ دوره الفطري والذي جُبل عليه.. ليكون ذلك الرجوع البنائي للمجتمع والأُسرة وتحقيق آية الله في خلقـه والاحتياج النفسي السليم.
والله من وراء القصد ….
بقلم الاخصائية النفسية
كريمة الداعور
This site is protected by wp-copyrightpro.com