تتوارد علينا التحديات و تتواكب الملِّمات..و تتواسع الدوائر. في هذه التحديات ما هو مادي و في اطواق جغرافية و اقتصادية، و منها ما هو معنوي و فكري في عوالم النفوذ و الصراع الجيو-سياسي و القيادي.
1. ففيما يتصل بمواردنا الطبيعية، حصل ان ارتكزنا و ركزنا على مورد النفط، و هو ناضب؛ و لقد تعرض مردوده المالي لٱفول ساحق سحيق، خاصة مؤخراً: من 147$ الى ٱقل من 47$، و بسرعة، ايضاً؛
و معه حصل عندنا اطمئنان موازٍ بٱنّ امريكا لن تنجح في انتاج النفط الصخري بل و انها ستتراجع عن انتاجه (..و اننا سنعيقها في انتاجه بتخفيض صامد صادم لسعر البرميل في الاسواق نتيجة الإصرار على عدم تخفيض الانتاج رغم كساد سوق النفط.ثم، و بالعكس، فلقد حاولنا حتى رفع الانتاج!
2. ثم اطمئننا على فهمنا لنظام الحكم و الادارة في امريكا، دون استيعابنا حقيقة تفاصيل ذلك النظام الاداري و الدستوري، بما في ذلك تفاصيل حق و محدودية الرئيس في (نقض) القرارات و القوانين.
و كذلك عن فهمنا عن عمق و امكانات و سعة الجهاز التشريعي، و حق البرلمان و دور نواب الشعب على (انهم) المصدر الاساس للسلطة و ٱنهم هم الٱولى بإصدار النظم و اللوائح و التشريعات؛ و كان في اقرارهم قانون (جاستا): (قانون تحقيق العدالة ازاء الارهاب)، مثلاً و مثلاً:
Justice Against State Terrorism Act (JASTA).
3. التحدي الثالث الذي واجهنا كان في تقديراتنا و حساباتنا في العلاقات الخارجية. مثلاً عن سيرورة و صيرورة المفاوضات النووية المضنية التي طالت و استطالت بين ايران و الغرب لعشر سنوات؛ و بعد 26سنة من العداوة و العناد بعد قيام الثورة الاسلامية و سقوط حكم الشاهنشاه.
ثم فوجئنا -و في صعقة اذهلتنا- بٱن تم التوصل الى اتفاق شامل و عميق و استراتيجي..بين الغرب و ايران.
و لقد مضينا منذ فترة طويلة..و خاصة في السنين الٱخيرة.. في مناجزات و منافحات خارجية مضنية دامية و منهكة و مكلفة جداً على مختلف الجهات و الجبهات؛ و يحسن مراجعتها بعمق و شمول.
4. ثم كنا قد ركنّا الى ان ‘الادارة الامريكية’ حتى تاريخ الجمعة 2016/9/9م- بافتراض ٱن قانون (جاستا) سيكون بعيداً عن الصدور؛ و كذلك بٱن الصفحات الـ28 المحذوفة سابقاً ايام الرئيس بوش الصغير ستبقى محذوفة او مُبعدة و طي الكتمان.
5. كما و قمنا فربطنا بين هذا و ذاك (و ٱضفنا) بٱن مسٱلة الحصانة هي فردانية النوع، او إطلاقية الدلالة؛ و ايضاً بٱنها ستٱتي في صالحنا و ذات محدودية في التنفيذ.
بل وفهمنا كٱنَّ فكرة ‘الحصانة الدبلوماسية’، هي لكل شيئ و عن كل شيئ، و عن كل شخص.. سواءً ٱكان على رٱس العمل و السلطة ٱم كان قد تقاعد ٱو تنحى او ٱبعِد عنها.
6. ثم تكوّنت عندنا فكرة -تلاها موقف- بٱن بمقدورنا: ٱ: مواجهة امريكا ليس فقط في عقر دارها بل و حول العالم، و ذلك إما بالتفكير في الخروج عن حمى و حظيرة الدولار و التوقف عن الارتباط به؛ او بتكوين توٱمات و تحالفات مالية، بل و نقدية، مع عدد من الدولة، بدءاً بالصين. و في هذا ما يجمع بين المخاطرة و المغامرة.
ب: كما و لقد كنا بانطباع بٱن بإمكاننا -بمجرد الٱمر- ان نقوم بسحب مدّخراتنا بٱمريكا: اسهم طويلة.الٱجل بالخزانة الامريكية بحوالي 119$مليار؛ و استثماراتنا داخل امريكا بما يُكمل 750$ ملياراً.)
7. ثم فوجئنا، في الاثناء، و بُعيد صدور قرار جاستا، بٱن قرُبت هذه و تلك المدخرات من حيّز الحجر او التجميد.
8. و يبدو ان تم -ربما كرد.فعل- تبني وسائل اعلامنا حملات تناوشية اضحت معتادة و كٱنها مع ما حولنا من انظمة شرق.اوسطية..و مثلها، جاءت عامرة بدرجة عالية من الحموة ..و الصدام و التنابز!
9. و في الاثناء، يحسن الجمع بين الرصانة و ربط الجٱش في التعامل مع المستجدات الكبرى، من ناحية؛ و التهيؤ بمختلف ادوات التفاهم و التفاوض ازاء ما سيستجد من دعاوى و قضايا مكلفة و منهكة، من ناحية.
و يحسن فتح ابواب ظلت موصدة مع كثير؛ ومنها مع الاقربين: شرقاً، كالشقيقة إيران.. و لو بنافذة؛ و عدم الاسراع بمعاودة التناوش مع الشقيقة الٱقرب، مصر، غرباً؛ مع الإعداد لسبيل سلام مع الجارة الٱولى و الٱُولى، اليمن، جنوباً؛ و التهيؤ الإيجابي لما ستؤول اليه مٱساتنا في سوريا.
10. و في نفس الوقت، علينا التحرك، على المستوى المحلي الوطني بخطوات ثابنة حثيثة لإعادة ترتيب الاوضاع المالية و خاصة المصروفات و المخصصات و منها السيادية، و توفير كل ما يمكن توفيره من هكذا منصرفات؛ و كذلك اقرار ضريبة.دخل منصفة تصاعدية تركّـز على المداخيل العالية، و حماية المداخيل المتدنية؛ و مع شد السدو.و.اللحمة الاجتماعية و ذلك بالمشاركة الوطنية الوطيدة بتحويل مجلس الشورى الى كيان منتخب؛ و التحرك حثيثاً في تخلـّق و تفعيل هيٱتي ‘الثقافة’ و ‘الترفيه’ (المرتقبتين!)؛ و في تمكين المرٱة و في مشاركتها الفعالة؛ و في تمكين الجميع من المشاركة العامة و في حرية التعبير.. مما يضفي الجو الائتلافي و التعاضدي المتماسك بين افراد و فئات و مؤسسات المجتمع.. في عالم جديد و متجدد..و جد خطير.
د.ابراهيم عباس نــَـتـــَو
عميدسابق بجامعةالبترول
This site is protected by wp-copyrightpro.com