تربية السلوك | هشام سليماني
02 سبتمبر 2018
0
120285

إن تطور الحياة و تحولها إلى حياة رقميه مقارنة مع بساطة الماضي تحتاج منا إلى تطوير طرق التربيه لجيل لم يرتبط بالماضي الذي عشناه و تربينا على نمطه.

كانت التربية تكاد تنحصر على محيط الأسره الداخلي من أب صارم و أم حنون و أخوة بكل معنى الكلمة كذلك كل أقارب الأبوين و أبناء و بنات العمومه ثم يأتي الجزء المكمل لمحيط الاسره و هيا المدرسه و المعلمين الذين اهتموا بالتربية بقدر اهتمامهم بالتعليم.
فكم من معلم زارنا في البيوت إما للإطمئنان أو لتوجيه النصيحه في محيط الأطفال الصغير، أي داخل أسرتهم و ليس للفضيحة أمام كل التلاميذ في المدرسه

أما اليوم فهناك عوامل جديده أصبح لها دور و تأثير سواء شئنا أم أبينا. فهناك وسائط الاتصال أو التواصل الاجتماعي سواء المرئي منها أو المسموع أو المقروء.
و لقد لمسنا جميعا تأثير هذه الوسائل على بعض ابناءنا سواء في الإصلاح و الدعوه و الارشاد أو في الاتجاه المضاد الذي كان من نتاجه ظهور من يقتل أمه و أباه أو أخته و أخيه لمعتقدات خاطئه تم غرسها في عقول ابناءنا في غياب من كان يفترض أن يكون لهم الدور الأساس في تربيه الجيل على قيم الحب و التعاون و الأخلاق
حب لا يقتصر على من عرف بل يشمل الوطن و كل من يعيش عليه بحكم انهم أخواننا في الدين أو من أهل الذمة الذين اعطيناهم الأمان على أرواحهم وقت أن سمحنا لهم بالعيش معنا في أوطاننا.

لذلك فإن طريقة تربية أطفال الجيل الحالي يجب أن تختلف عن طريقة تربيتنا في السابق.
و بما ان طريقة تربية الأهل تعتبر أحد أبرز الأسباب وراء وجود رجال عنيفين أو نساء خاضعات يمكن ان نبدء بتغيير طرق تربيتنا و نضرب لذلك بعض الأمثله و ان كان صوابا فمن توفيق ربي عز و جل و ان كان خطأ فمن نفسي و الشيطان و الله و رسوله منه براء.
فبدلاً من أن تقولوا لابنتكم إنها فريسة ، قولوا لابنكم إنه ليس صياداً .. بدلاً من أن تعلموا ابنتكم السكوت ، علموا ابنكم الإصغاء .. بدلاً من الاكتفاء بتنشئة ابنتكم على احترام نفسها ، ربوا ايضا ابنكم على احترام المرأة .. بدلاً من أن تمنعوا ابنتكم من ارتداء تلك التنورة ، أوضحوا لابنكم أن التنورة ليست دعوة إلى التلطيش ولا إلى التحرش ولا إلى الجنس ولا إلى الاغتصاب .. بدلاً من فرض اتباع سياسة عزل السيدات عن الرجال أخبروا ابنكم أن المرأة أكثر من محض عورة .. بدلا من أن تبرهنوا لابنتكم أن الرجل خصم ، برهنوا لأبنكم أن النساء حليفات قويات وضروريات .. بدلاً من تربية ابنتكم على الحذر من الرجال ، وابنكم على الحذر من النساء ، ربوهما على التقدير والحب والثقة المتبادلة

و هذه الأمثلة لا تعني أننا يجب أن نتوقف عن غرس قيمنا الاسلاميه في بناتنا و ابناءنا بل يجب أن تكون تربيتنا بغرس السلوك الصحيح للجميع و أن لا نتمسك فقط بطرق تقليديه تنحصر على البنين دون البنات أو العكس.

كم نحن بحاجة لأسلوب التربية عن طريق الحوار والمناقشة بدلا من إصدار الأوامر مع غياب كون الأهل قدوة للأبناء مما ينتج عنه جيل يعيش التناقضات و يصبح “مصلحجي” في كل علاقاته

بقلم/ الدكتور هشام سليماني.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com