Latest News
ثقافة جديدة في الكرة السعودية ” يا نفوز يا نضرب الحكم
26 مارس 2017
0
90090

ش ا س – شريف ادريس 

 
استمرت الاعتداء على الحكام بالملاعب السعودية وأصبحت ظاهرة مقلقة للرياضيين والمسؤولين خاصة وأن أكثر الحوادث تأتي من لاعبين صغار السن يدفعهم الحماس والتهور، كما يعكسون تفاعل دكات فرقهم والتي تسهم في خروج اللاعبين عن النص في كثير من المواقف. (النادي) استضافت في هذا التحقيق نخبة من أصحاب الخبرة في جميع المجالات، وناقشت أسباب زيادة ظاهرة الاعتداءات على الحكام في الفترة الماضية، وأهم الحلول التي تخفيها وتحد منها بتأثيرها السلبي على سمعة رياضتنا خارجيا، فكانت الآراء متباينة أوضحت قصور التوجيه من قبل الأندية والأسر، وضعف الإلمام باللوائح، داعين الى فرض قوانين أكثر صرامة ومحاربة التعصب الرياضي.. فإلى التفاصيل..

.. تخلوا عنهم
بيّن محلل الجزيرة القانوني والمحاضر ومقيم الحكام العميد أحمد الوادعي ان قرارات لجنة الانضباط لها دور كبير في كثرة الاعتداءات على حكام كرة القدم وتكرارها، مشيرا الى أن ما حصل للحكم عمر الشهري من بعض لاعبي النهضة من رفس وضرب امام الجميع، وفي الأخير أصدرت لجنة الانضباط التي يرأسها خالد بانصر عقوبة ايقاف ٩ أشهر، متسائلاً: هل هذا حكم عادل؟ محملاً مجلس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم المسؤولية مع لجنة الانضباط، لأن الواجب عليهما أي إبلاغ لجنة الانضباط بتطبيق أشد العقوبات والاعتراض على هذا القرار الضعيف ووصفه بالتشجيع لمن هب ودب بالاعتداء على الحكام ، والمفترض أن أقل عقوبة فيما حصل هو الشطب مدّى الحياة..
أكد الوادعي بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم يتخلى عن الوقوف مع الحكام ومتابعة قضاياهم مشيرا الى أنهم سبق وان طالب من عدة سنوات بأن يتولى اتحاد الكرة متابعة قضايا الحكم لدى الجهات الحكومية عند الاعتداء عليهم وتكليف محام بالدفاع عنهم واخذ حقوقهم وأنه ليس من المنطق ان يحضر حكم مثلا من نجران او تبوك او القصيم الى محكمة او جهة حكومية في منطقة أخرى لمتابعة قضيته لان حضوره سوف يكلفه المال والوقت بينما الاتحاد السعودي هو من كلفه بالذهاب الى تلك المنطقة وإدارة تلك المباراة، مشيرا الى ان الاتحاد لم يمنح الحكام حقوقهم المتأخرة من ثلاث سنوات ولا دافعوا عنهم معتبراً الاتصال على الحكام المعتدى عليهم من قبل المسؤول (كلام فاضي) وغير مفيد، وإنما الهدف الظهور الإعلامي .

أوضح الحكم ممدوح المرداسي أن الإعلام شريك قوي في مثل هذه الظاهرة بابراز دور الحكم، وايضا التوعية من المدارس، كما للهيئة دور في تغليظ العقوبات وان تصل للشطب، مشيرا إلى أن الجهات الامنية لها دور كبير بحضور اللقاءات بعدد كافٍ واحياناً يكون دورهم سلبيا، مؤكداً بأن النادي عليه دور كبير في توعيه اللاعبين باحترام الحكم واختيار الإداري التربوي الكفء مشددا على أن ما حصل للحكام مؤخرا أمر مخجل ولن يكون الأخير في ظل تواضع العقوبات وعدم احترام الحكام والتعصب الرياضي الذي سببه بعض الاعلاميين داعياً لتطبيق اقصى العقوبات على اللاعبين لرد اعتبار الحكام مشيرا الى ان المقيّم يتحمل جزاء كبير عند اقامة المباراة بدون رجال امن ويجب عليهم في حالة عدم تواجدهم او حضورهم بشكل غير كافٍ الغاء المباراة وتغريم المتسبب في ذلك.

أكد المدرب محمد الخراشي ضعف الثقافة والقدرة على فرض السيطرة على اللاعبين من بعض المشرفين والإداريين وكذلك المدربين ونقص التوعية والتوجيه من من ولي امر اللاعب والتأكيد عليه بان الروح الرياضية يجب ان تكون موجودة مهما كانت الظروف في الملعب والتأكيد بان الجميع معرض للخطأ الاهتمام بالجوانب التوعوية للاعبين والإداريين مشيرا الى ضرورة ان يكون اللاعب ملما بالقانون واللوائح ويقام لهم اختبارات دورية ودروسا قبل التمارين وأثناء المعسكرات وتوزع ملصقات بغرف الجلوس والنوم، مشددا على أن لاعب دولي لا يعرف معنى مباشرة وغير مباشرة ومتى تحتسب ويناقش الحكم ولا يعرفون ماهي أهمية قوس الـ 18 ولماذ أوجد.

أخطاء مشتركة
شدد الحكم معجب الدوسري بأن هناك بعض الإعلاميين في ثوب المشجع المتعصب الذي لا يهمه إلا فوز فريقه وغرست هذه النوعية التعصب في نفوس اللاعبين الصغار والجماهير وأغلب الجماهير التي تحضر الملعب هم من فئة الشباب، مشير إلى أن هذا الإعلامي المتعصب يجد ضحيته حيث يجعل من التحكيم شماعة للهزيمة مما يغذي أفكار الصغار بالاعتداء على حكام المباريات، مؤكداً بأن بعض الاعلاميون يقومون بشحن الشباب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وهم يرون الإعلامي القدوة التي تدافع عن ناديهم واللاعبين جزء منهم يعتدون على الحكام في الملاعب بكل سهولة لأن هناك من
يشجعهم وحصل في عدة ملاعب ومنها ما يخرج في الإعلام ومنها من لا يعلم عنه أحد.

وأكد الدوسري بأن الجميع يشترك في هذه الجريمة ومنهم المكاتب التابعة للهيئة العامة لرياضة الذين ينتهي دورهم بإرسال الخطاب للنادي وإشعاره بوجود مباراة على أرضهم بينما يتوجب عليها متابعة تبليغ رجال الأمن بعدد كافٍ ورجال الإسعاف، والتشديد قبل المباراة على إداريي الفريقين بحفظ الأنظمة والقوانين وتكون المتابعة حتى إنتهاء المباراة وخروج الحكام والفريق الضيف من الملعب وإعداد تقرير بذلك مشيرا الى ان رجال الأمن في بعض المناطق يحضر واحد أو إثنان لا يستطيعون السيطرة على تفلت اللاعبين أو تشابكهم، مبيناً بأن مقيم المباراة صاحب الخبرة في التحكيم يجب أن يكون دوره قويا وعدم إقامة المباراة إلا بتواجد عدد رجال أمن كاف، موضحا بأن هناك تباين في قرارات لجنة الانضباط ،وكل رئيس لجنة يحضر يضع قوانين حسب نظرته وأنه قبل سنتين تم الاعتداء على الحكام في وادي الدواسر وتم ايقاف المعتدين سنتين والآن هذه اللجنة توقفهم تسعة أشهر مما شجع الاعتراض والاعتداء على الحكام بشكل مستمر والواجب إعادة النظر في اللوائح والقوانين للجنة وإصدار إقصى العقوبة التي تردع الغير من ارتكاب مثل هذه السلوكيات عموما أتمنى أن لا يأتي يوم لا يلتحق بالتحكيم شباب هذا الوطن.

إعادة نظر
أشار مقرر لجنة الحكام الرئيسية محمد سعد بخيت الى أن الاعلام له الدور الكبير في نبذ التعصب والاحتقان بالشارع الرياضي ضد الحكام والتحكيم ولكن تكمن المشكلة في الاشخاص والإعلاميون والقنوات الرياضية التي تشجع على التعصب الرياضي وما يحصل ضد الحكام من تجريح وتهم حتى بالذمم لهو نتاج هذا التعصب متمنياً بان يطبق ضد اولئك المتعصبون مواد قانونية ويلاحقون لعلها تكون رداعا لهم وامثالهم مشيرا إلى أن ما يحصل للحكام في السنوات الاخيرة لا يسكت عليه، خاصة ان الاعتداءات انتقلت من الدرجات الاولى الى مرحلة الشباب والناشئين والسبب عدم الوعي والتثقيف الرياضي محملاً المسؤولية الاندية في عدم اختيار الإداري الراقي والمثقف وتعيين من يشجع على التعصب متخذ المثل الي يقول: (يا نفوز يانضرب الحكم) دون ادنى مراعاة لهذا الشخص وهذه الاشياء تعتبر من أهم المعوقات. مشيرا الى التحاق الكثير من الشباب بسلك التحكيم وتقام الدورات بأعداد تقارب 150!الى 200 حكم وعندما لا يجد الشاب المناخ المناسب ينسحب فلذلك تزيد اعداد الحكام بشكل بطيء جدا.

أكد بخيت أن الناحية الأهم هي العقوبات مشيرا الى ان حكم يضرب أمام الملاء وفي الأخير عقوبة لا تتجاوز 4 الى سبعة اشهر فقط حتى الغرامة التي تفرض على اللاعب او الإداري لا تذهب للحكم متمنياً وجود صندوق خيري للحكام تذهب له حتى تكون عونا لبعض الظروف الطارئة والحوادث للحكام داعياً لأن يعاد النظر بما يخص التعصب ضد الحكام وإعادة صياغة اللوائح لتصل الى الشطب لمن يتجرأ بضرب حكم مع الغرامات العالية لحماية هذه الفئة الأضعف في مستوى كرة القدم السعودية.

أوضح الحكم الدولي خليل جلال أن الإعلام له دور كبير في تسيير أمور الرياضة المحلية والتأثير على فئة كبيرة من الرياضيين والمتابعين وبعض من يتخذ القرارات وأن الاحداث السلبية الكبيرة في المباريات الحساسة كما في مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة تعاطاها بعض الإعلام المنتمي على انها عادية وكأن شيء لم يكن بينما كثير من العامة واللاعبين صغار السن ارتسمت في مخيلته كخبرة سلبة تبيّن بانه لا رقيب ولا حسيب.
وأكد جلال بأن لجنه الحكام تتبع لاتحاد ومن الصعب ان تتخذ أي قرار مؤثر بعيدا عن لجان الاتحاد الأخرى وهي مغلوب على أمرها إذا لم تجد الدعم الكامل، مشيرا الى ان الحكم الذي تحدث له مشكلة يتأثر الحكام كافة وسمعة التحكيم السعودي داخليا وخارجيا وأن المشاكل جزء من الحياة التحكيمية ولكن ليس بهذه الصورة الوحشية وعدم الاحترام متى ما كان الاتحاد قادر على رد اعتباره وان لم يكن يستطيع فعلى الحكم اللجوء لا خذ حقه كاملا عن طريق الجهات الحكومية الأخرى.
وشدد الحكم الدولي على فرض حماية اكبر من الهيئة والاتحاد مبيناً بأن الحكم المحلي يعاني كثيرا في السنوات الاخيرة من قلة الاهتمام ومجموعة من القرارات التي تهدم طموحه وتقلل من عزيمته وعزيمة المواهب من الانضمام الى التحكيم، وأن ما يقدم اقل بكثير ومتأخر وغير معلن موضحا بأن التثقيف له دور كبير في الأندية خاصة فئة الشباب والناشئين وكذلك جودة التكليف وحرص مسؤولي التحكيم على وضع الحكم المناسب في المكان المناسب والاهتمام بمباريات جميع الدرجات.
شدد عضو مجلس إدارة الحزم السابق المرشد الطلابي محمد القزلان بأن المتابع للرياضة يلحظ ما يقوم به بعض الإعلام الرياضي الذي أمتهن هذا العمل لأغراض بعيدة عن الرياضة وأهدافها والبعض تعصباً لفريقه، من دور فعّال في شحن الجمهور وتأجيج المشجع ضد كل مسؤول عن الرياضة بشكل مخجل مما ادى إلى تلك الحوادث التي جعلت مستوى رياضتنا الفني ومكانتها ينخفض، مشيرا الى ان اغلب متابعي الإعلام هم الشباب الصغار المتحمس والمندفع بتشجيع فريقه، مبيناً بأن تلك العبارات والمهاترات التي نسمع عنها ونقرأها في وسائل الإعلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا شاهد على الوضع الذي نعيشه والقريب والمدرك للوضع لا يستغرب ما يحدث من هؤلاء اللاعبين تجاه الحكام!! واوضح القزلان بأن بعض الإعلامين شغله الشاغل تصيّد هفواتهم التحكيمية وهو يرى بذلك أنه يخدم الكيان الذي يشجعه حتى لو كان ذلك على حساب هذا الحكم،.
تهيئة اللاعبين
عضو إدارة الحزم أشار إلى أن اللاعبين، خاصة الصغار أغلب من يقوم بتلك التصرفات المعيبة والأسباب كثيرة ومتعددة وتعود للحالة النفسية التي يعيشها ووضع فريقه مرجعاً ذلك للقائمين على الفريق بوجوب تهيئة اللاعبين ونشر ثقافة (الرياضة تنافس شريف) وليس فيها خصوم بل هي أسمى وأعلى من كونها رياضة وتعتبر رسالة وواجهة لبلده لأنها أمام وسائل إعلامية تنقلها لخارج بلده، مبيناً بأن هذا لا يعني تحميل إدارة ناديه كل الأسباب وأن بيئة اللاعب في المجتمع لها دور كبير فمن اعتاد أحترام الغير ، والعفو عند الخطأ وعدم الإيذاء للغير لن يفعل مثل ذلك.

أشار مدير إعداد برنامج الملعب الاخضر قناة 22 الفضائي محمد العماش بأن الاعتداء على الحكام سواء بالضرب او اللفظ هو سلوك مرفوض اسلاميا واخلاقياً ورياضياً مبيناً بأن الاسباب تتلخص في ضعف العقوبات التي تصدر بحق المعتدي، اضافة الى عدم ايفاء مسؤولو الفئآت السنية بواجباتهم التثقيفية والتربوية لذلك اكثر الحوادث التي شاهدناها مؤخراً من فئة الشباب والناشئين، مؤكداً بأن ضعف مستوى الحكام له دور كبير في الشحن وهذا تتحمله لجنة الحكام ودائرة التطوير. مشددا انه اذا وجدنا نظاما صارماً من الجهات الرسمية واداريون على قدر المسؤولية الرياضية والاجتماعية والاخلاقية تجاه اللاعبين وتكليف الحكم المناسب للمباراة المناسبة سنجد ان هذه الظاهرة السيئة ستختفي.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com