ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال ولكن موضوع الخطوبة والزواج أصبح يستفزني ويصيبني بالغثيان مؤخرا!!
يتعرف الشاب على إحداهن وعندما يظهر رغبته في الزواج لأمه تقوم القيامة؟؟ كيف تتزوج بواحدة تعرفت عليها؟؟ طبعا ذنب وكبيرة من الكبائر!!
وتصر على رأيها بالرفض.. وإذا خطبت إحداهن تصر على شروطها متجاهلة إبنها المعني بالأمر.. ولدي لازم يسكن عندي والحجة أنه ولد وحيد!! في المقابل أهل البنت.. كيف نزوجك واحد عرفتيه قبل الزواج ؟؟ مو احنا لسة في عصر الجاهلية!!
هذا ما أكرهه في مجتمعنا العربي، نحن مجتمع تتحكم فيه العادات والتقاليد بطريقة سقيمة. وأحياناً يصبح الموضوع أكثر تعقيداً.. يعتقد الوالدين بأن لديهم الحق في خوض الحياة مرتين، مرة من واقع تجربتهم والمرة الأخرى من خلال حياة أبنائهم.
يتزوج الشاب من إحداهن سليلة الحسب والنسب، صاحبة البشرة البيضاء والشعر الطويل، مع أنه كان يريدها سمراء ذات شعر قصير، ولكنه تزوج بطريقة تقليدية تبعاً لرغبة و إختيار الأم طبعاً. وقد تكون الأمور جيدة في البداية، حتى يبدأ التدخل من كلا الطرفين.. وتبدأ ثورة البركان بهدوء !!
زوجتك تسهر، زوجتك تدخن، زوجتك لم تقم بزيارة إبنة عمة جدة أبيك عندما رزقت بمولودها الأخير.. رحماك ياربي.. وفي المقابل ماذا يفعل أهلها؟؟ زوجك دائم السهر خارج البيت، لا يأتي لزيارتنا دائماً، إنتبهي إنه كثير السفر.. يامغيث أغثنا.. وبالطبع سلسلة من المشاكل تأتي مع سلسلة الأطفال ويبدأ تدخل مستفز من نوع آخر.. إذا كان الطفل الأول ذكر فلا بد أن يحمل إسم جده لأبيه، وإذا كانت أنثى فلا بد أن تحمل إسم جدتها لأمها. ثم يبدأ المشوار، لماذا تطعمونه هذه الأطعمة، لماذا هذه المدرسة، لماذا لا يلبس كذا وكذا؟؟ وفي حالة عدم الإنجاب كارثة أعظم.. تبدأ الثرثرة من قبل الطرفين.. أهل الزوج : لا بأس بأن تتزوج عليها هذا حقك الشرعي، وإن كان ولدهم عقيماً فيبدأوا بالنصح سبحان الله العظيم، إصبري وإحتسبي أمرك عند الله !! على النقيض تماماً من أهل الفتاة، طبعاً ضد الطلاق تماماً وكأن الطلاق من السبع الكبائر.. تحملي وإصبري وإياك أن تفكري بالطلاق.. ماذا سيقول المجتمع عنك؟؟ وما هي فرص زواجك بأحدهم مرة أخرى؟؟
صدقاً .. لقد ضقت ذرعاً بهذه العادات، وهذا التحكم المريض ولا عجب بأني لم أتزوج حتى الآن!! ولا أفكر بالزواج نهائياً..
عزيزتي الأم عزيزي الأب .. إكتفوا.. توقفوا عن التدخل في حياة أبنائكم، لستم أصحاب القرار في هذه الحياة، من أعطاكم هذا الحق الذي يدفع ثمنه للآن إبنك وإبنتك ؟؟ سوى مجتمع لا يفقه شيئاً سوى أنه يتبع نهجاً قديماً مع أننا في الألفية الثانية؟؟
السيدة الأم.. إبنك وحيد وتريدين التدخل في كل تفاصيل حياته خليه جمبك لا تزوجيه وتنكدي على بنت الناس والحجة أنك أمه.. السادة أهل البنت.. خائفين من إبنتكم وغير واثقين في قراراتها التي تعتبروها خاطئة غالباً.. إذاً لا بأس من أن تشيدوا لها قفصاً بثلاث فتحات.. فتحتين للنظر وفتحة للتنفس.. وكفى الله المؤمنين شر القتال؟؟
بقلم: غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com