يتغير الزمان وتتغير معه كثير من الأذواق والمعايير. ولأن كل شيء نسبي فإن مفهوم الجمال لا تحكمه قواعد ثابتة الا حينما نفكر في استعادته عن طريق جراحة التجميل- المبنية أساسا على مقاييس ونسب لإستعادة الشكل الطبيعي دون الإخلال بالوظيفة.
نشأت صناعة الجمال مع أولى الحضارات وهي دليل على درجة الرقى والذوق. و مازال الجمال الظاهري ضروري في كل شيء بالإنسان و في كل ما حوله. فنشأت جيوش من مصنعي مستحضرات التجميل وأساطيل من مبدعي المجوهرات وعوالم من “الفاشينسـتات” وعارضات الأزياء والعطور.
يحاصرون كل نبضة في عمرك ويبيعون لك سر سـعادتك ليستمر جمالك. فتعيشين الوهم وتتقمصين شخصياتهن بسبب المتابعة والإعجاب في “السوشيال ميديا”. هذا قبل و هذا بعد..بدون فلتر..بدون زيف..أو كما يقولون. يوجهون دفة ذوقك و ينقشون أفكارهم على ألواح دماغك لتصبح غايتك الوحيدة أن تكونى و لو مجرد نسخة من صورة..حتى و لو كانت مزيفة. أملا في أن ترفع معنوياتك الراقدة أو تعزز من ثقتك التي أهلكتها أمواج الانتقاد ممن حولك.
أصبح جراح التجميل مطالب أن يحقق أحلام تتوقف عليها سعادة أو شقاء..ارتباط أو فراق و كثيرا زواج أو طلاق…مهما كانت المضاعفات و التضحيات بالرغم من وجود فقر مال أو..فقر دم.
حينما ينجرف المجتمع وراء الجمال الصناعى ويتناسى معايير جمال المبدع-سبحانه وتعالى- إذ وصف فنه “بأحسن تقويم” تصبح مهمة إستعادة القيم والمعايير الجميلة المناسبة أهم وأجدي من استنساخ صورة في هاتف محمول.
أحبى نفسك..تطلعى دائما لصيانة الأمانة – جسدك. صحته ورعايته فرض تحاسبين عليه وليس مكب كيماويات أو حقلا لتجارب من تتبعيهن وتعتبريهن مثالا للجمال.
بقلم: د. وليد خاطر
This site is protected by wp-copyrightpro.com