بلادنا مستهدفة، هذا لا يشك فيه عاقل على الإطلاق، ووحدتنا الوطنية والتلاحم بين الشعب والقيادة هما المستهدفان غالبا في كل المخططات المتكشفة يوما بعد آخر، لكن محاولاتهم ـ ولله الحمد والمنة ـ تتحطم على صخرة الوحدة والتلاحم، والوعي العميق بقيمة الوطن، والأمن، والوحدة.
نتلقى تباعا هجومات مختلفة من جهات عدة، وأغلبها من محيطنا العربي الذي لم تخش أيادينا السخية عضة ولا لدغة في تلمس احتياجاته، فقوم تحركهم أطماع مادية، وآخرون أعمتهم الحزبية أو الطائفية، وغيرهم تحركهم أحقاد وضغائن، وبعضهم ربما لا يعدو الأمر اكتساب شهرة سالبة حين يهاجم بلدا بأهمية السعودية.
من الأمور المستغربة حين تصطدم بالحرابي (جمع حرباء) المتلونين، وأعني بهم أولئك المداحين الذين حين تسمع خطابهم عن بلادنا يطربك منطقهم إلى درجة كبرى، وترى فيهم مثال (الإخاء العربي)، لكن نشوتك لا تبلغ ذروتها حتى تجد (أخاك العربي) قد هوى إلى قيعان الإسفاف، وهو يهاجم بلادك وكأنه يهاجم ألد أعدائه، فتخال كل المشتركات بيننا وبينه تبخرت، أو ذرتها الريح في مكان سحيق.
من أولئك الإعلامي (د. محمد الهاشمي الحامدي) الذي مجد بلادنا عبر قناته تمجيدا لم نسمعه في قنواتنا، ولا من إعلاميينا، وكنا نرى قناته اللندنية قناة سعودية عربية حقيقية، همها الأمة، وقلبها على بلادنا ورؤيتنا الوسطية، ثم نكص على عقبيه، فلم يعد يرى بلدا يستحق العداء والمهاجمة كـ (السعودية)، حتى بلده تونس التي طرد منها قبل الربيع، وعاد إليها طامعا في منصب رفيع، لم تستقبله، لكنها لم تلق من هجوماته وطرق الأوتار الساخنة ما تلقاه بلادنا اليوم من هذا الرجل (الحربائي).
لم أتوقف عند إساءات يوسف زيدان لثقافتنا؛ لأنها تنطلق من جهل وتعميمية، ولو استطاعت لرفضت الخروج من (فيه) حتى لا يتضاءل، لكني توقفت كثيرا عند شخصية (د. الحرباء) فقد مدح بلادنا كثيرا، ثم هاجمها كثيرا، ثم اعتذر، ونكص اليوم (كالحية الرقطاء) ينفث سمومه في كل (هاشتاق) (سعودي) ويثير قضايا ليست من شؤونه، ونحن أدرى بتفاصيلها وحيثياتها، لكنه يأمل أن يحقن سمومه في (الأغرار السذج)، وأن يصنع علامات استفهام في أدمغة الجاهلين ببواطن الأمور، كي ينال من بلادنا ومن وحدتنا، فأسئلته التي أثارها في هاشتاق (إيقاف الكاتب حسين بافقيه) تنم عن عداء قار في جوفه، لم يخرجه اعتذاره، يشابه تماما عداء (داعش) وأساليبها في حقن الأغرار.
كل هذا الحقد في أعماق الرجل لأن مجموعة MBC لم تتح له فرصة الظهور خلالها، فنوى الانتقام منها، لكن يديه قصيرتان عن بلوغ شأوها، قصور (إن) وأخواتها عن نصب (الخبر)، فترك شاشة قناته الميتة واتخذ تويتر وهاشتاقات السعودية منبرا لتفريغ عدائه للمجموعة وللوطن، ولم يستطع أن يخفي هوسه بالمال، وهو يعاتب السعوديين على إعلاناتهم في قنوات (الإعلام الماجن)، ويتمنى أن يحصل على حصته من (المليار) ريال، فقد أعماه الكسل والحقد، وربما (الغباء) عن تطوير أدواته وقناته لاجتذاب المعلنين، واتخذ سبيل الدين والمدح لاستدرار المال، وحين أكدى ركب موجة الهجوم على وطننا وإعلامنا ورجال أعمالنا وشؤوننا الداخلية، والسؤال المنطرح أمام تلون هذا الحربائي وأمثاله: هل حقا بلادنا تمنحهم (رزا)، وحين ينتهي (الرز) يصرخون كالأطفال بعد انتهاء (الرضعة)؟
الكاتب : أحمد الهلالي
This site is protected by wp-copyrightpro.com