كل صفحات عمرنا نجد فيها ما يبكينا ويحزن قلوبنا إلا صفحة طفولتنا نتمنى لو تعود ونعيشها من جديد
فمع شروق شمس كل يوم تنطوي صفحة من صفحات عمرنا وتبدأ صفحة جديدة
فقد كبرنا وعرفنا التمرة من الجمرة ومازلنا نخطئ في حق أنفسنا غيبنا عقولنا وفتحنا للدنيا قلوبنا ولو أبصرنا واقعنا لبكينا على أنفسنا فقد بتنا نعيش فساد في البر والبحر فأوقاتنا تمضي بالركض وراء السراب توهمنا بأن معصية الله فيها سعادتنا بذلنا الكثير من طاقتنا وركضنا جاهدين بالبحث عن السعادة ولكن بالمسار الخطأ مثلنا كمن يريد أن يرتوي من ماء البحر ..!
انحرفنا عن فطرتنا وهمشنا قناعاتنا الدينية والتربوية عسى أن نجد ضائعتنا وهي “السعادة”
أُصبنا بمرض التوحد فنحن نتقدم بالعمر ولا نتغير جميعنا نتشابه كأننا مستنسخون في الفكر والسلوك إلا ما ندر ..!
أضعنا هويتنا كمسلمين في زحام المتغيرات التي تحيط بنا وغرقنا في اهواء أنفسنا الأمارة بالسوء
اما آن لنا أن نحسن لأنفسنا ونستمع لنفسنا اللوامة وأنين ضمائرنا التي انهكها تغافلنا لندائها المستمر
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }
وننفض غبار الوهن والضعف ونخرج من شرنقة التوحد والقصور الفكري لتسمو اروحنا وتشعر بعزتها النفس وذلك بتتبع ما أمرنا الله به واتباعه والعمل به
فمهما طال عمرنا فسوف نتلحف التراب يوماً ما ونعود إلى الله خالقنا
فماذا سنقول له حينها ..؟!
اللهم أغفر لنا ذنوبنا واسرفنا في امرنا .
*همسة
سوف تبقى أيامنا مجرد دقائق وثوان تنقص من عمرنا فلنجعلها تبقى معنا حتى بعد رحيلنا بالعمل الصالح والذكرى الحسنة .
بقلم : عفراء الماضي
This site is protected by wp-copyrightpro.com