لا تعاتب أحد فلن يفيد ذاك العتاب
ولن يُجدي ، ستكون في خانة المُعاتب
وكثير الإنتقاد
وسَيُنسى وقتها الفعل ولن يُركز إلا على ردة فعلك ، وستقابل سيلاً من الكلمات التي هدفها أن تشعرك بتأنيب الضمير ..
وإنك كثير الانتقاد
وكثير العتب
بالإضافة إلي انك غير متسامح
ولا تُقيم الأمور بشكل صحيح
وووو … الخ
إذن اختصر هذا التعب والقلق فلا تعتب …!!
فلو كان في العتب خيراً لما أسرها سيدنا يوسف في نفسه ..
وإن حزنت فاجعل الحزن بينك وبين نفسك لا تشارك أحد ولا تجعل من حولك يشاهدون علامات الحزن بادية عليك
ستجد نفسك بين خيارين من هؤلاء الناس !!
فهناك من سيفرح بهذا الحزن لأنه يتمنى أن تَبْهت ، وأن يكون عالمك قاتماً !!
أو تجد من يحمل لك بداخله بعض المشاعر وستكون مشاركته لك الظاهرية ومواستك بسيل من كلمات المواساة ثم يحاول أن يتركك بمفردك ليس شعوراً بحالك وإنما مللاً من شكواك فليس هناك من سيحتمل حالك وأنت تُغيم عليك سُحب الحزن والكآبة
اجعل حزنك داخل أعماقك ، وادفنه بأعمق ما يكون بداخلك ، وأخرج للناس مبتسماً راسماً ألوان زاهية على وجهك ، واجعل بعينيك بريق سعادة لقوتك واشكوا لله وحده حزنك فهو الوحيد الذي سيخفف عنك ، وتأكد أن لو كان في مخالطة الناس بالحزن إزالته ما كان نبي الله يعقوب عليه السلام تولى عنهم .
واحذر من أن تبوح لأحد بما في قلبك ولا أن تُعلم أحد بأسرارك ولا بما يوجعك
لا تجعل الفضفضة إلا مع خالقك وإلا فهناك من سيستخدمها ضدك في أوقات هم سيختارونها وسيجعلون ما أخبرتهم عن حياتك وما أوجعها سهاماً يُوجعوك بها
وأعلم أن لو في البوح خير اً مع الناس لما نذرت السيدة مريم بنت عمران ألا تكلم اليوم انسيا .
كل ما يخص عالمك وروحك اجعله مع نفسك وقبلها مع الله ..
تعلق بالله وعلق كل مافيك فيه لتنعم حياتك وتكتفي عن كل شيء ، ولا تنكسر إلا أمام الله وحده فإنكسارك أمامه استقامة …
واكتفي بالله فإكتفائك به غنى وعش حياتك فأنت ضيف محدد بوقت فلتكن نِعم الضيف
ولا تنسى زاد الرحلة فالضيف مدته مؤقته ثم بعدها يُكمل رحلته وليكن خير الزاد في رحلتك التقوى فإن حسُن زادك كسبت نهايتك .
د . وفاء ابوهادي
مستشارة اعلامية وكاتبة
This site is protected by wp-copyrightpro.com